[غربة غريب]

دافعٌ ومدفوع ذَنَبٌ وأذناب

أيها الأحبة :
نحمد الله تعالى أن جعل الخيرية لهذه الأمة في الأمر والنهي والتي بهما صلاح الدنيا الآخرة ،
فإن المجتمع بكافة شرائحه قد لَفَظ ورَفَض ماتفوّه به هذا المتزندق الرقيع الزنيم ،
فإني وفي هذا المقام لستُ مسطّراً هذا المنهج الذي سار عليه هذا وأضرابه زوّار السفارات ،
حيثُ أن المقام يطول والهمم ضَعُفَت أن تقرأ المقالات الطويلة كثيرة الاستطراد ،
ولعلي أُحيل القارئ على بصيرٍ ناقد لمن أراد التبصر والاستبصار بواقع هولاء ،
وهو موضوع لي سابق قد نشرتُهُ بين الإخوة في هذه الساحة النافعة وذكرت أهمية هذا المرجع ( هنا الصور ) [ 1 ] .

ولستُ كذلك لأبيّن الحكم الشرعي فالمسألة عليه وعلى أمثاله في القديم والحديث واضحة وضوح الشمس وقد بُيّن ،
حديثي إليكم هو لإيضاح ماقد يخفى على البعض واندرس عنه معالم الحق الأكمل وإن كان يعرفُ بعضه ،

وإذا الشيء أتى في وقته***زاد في العين جمالا لجمال

وقد يُظَن أن هذا قد تجرأ من قبيل نفسه من غير سابق درسِ ومدارسة !
حيثُ أنني أعجب من أهل الغيرة أن يتركوا الأصل ويشتغلوا بالفرع وكلاهما مُجاهر !!
وإن تأديب هذا الفرع حسنٌ ومطلوب إلا أن قمع الأصل هو الأولى لعظم التأثير وموت الحركة بأكملها !
أم أن السياسة وحمايتها لهذا الرأس يجعل الإنسان يزأر على الضعيف ! ويلجأ إلى المُوَاء مع رأس الخبث والتضليل !
فمنذ عهد الملك فهد قد رفع لواء التغريب آنذاك غازي القصيبي ،
فقد تيسرت له أمور وَوُِقِف أمام وجه بأمور أكثر كان يريد أن يسيرها على بلاد التوحيد والطُهر ،
وتوالت بعد ذلك الرايات اللعينة يرفعُها أقوام بكل حماس ودعم ويضعها آخرين بهلاك غير مأسوف عليهم ،
أما في هذا العهد الذي أُطلق للإعلام والتعليم لهما المضمار مابين إفساد بالإبتعاث وقدح بالله ورسوله والعلماء جهرة بلا مُحاسب !
لأنهم أدركوا أن السلطان الذي يزغ الله به قد جَهِل أو أوكل المُهمة لمنافقين البلاد ، ولاسلطان دائم إلا بالجهاد والشرع ،

فمن لم يقومه الكتاب أقامه***حدود الضبا والسمهري المثقف

فالشلّة المُعربدين اليوم من الزنادقة الأكابر قد جعلوا الإعلام حصن لهم للقدح والنيل من أهل التوحيد ،
والأعجب من ذلك أنهم جعلوا للإعلام محاكم يُتحاكم إليها من غير تدخل للشرع والقضاء وهذا باب خطير" للجُرأة على الشارع والمشرّع " ! [ 2 ]

ويأبى الله إلا أن يظهر نفاق المنافقين في أي حادثة تكون في البلد وهم في الحقيقة في نهاية مطافهم ملاحدة متعصبين ،
ألم تعلموا أن هولاء زنادقة القوم الأكابر قد جاهروا بالمدافعة لهذا المتطاول الأخرق ! بأسمائهم من غير تورية ،
فإنهم أظهروا مساندتهم لكاشغري ولم يُظهروا مساندتهم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – والأيام حُبلى بالمفاجئات والفضائح والبصير من بصّره الله ،
ألم يقل الزنديق تركي الحمد في تغريدته مدافعاً مستميتاً لذلك ( نحن نعيش في ظل ثقافة تحاصرالإبداع ومجتمع يعادي العقل) !!

فأنا أدعوا لقطع دابر المتزندقين الأكابر المحرضين للأصاغر ،
فهم يجعلونهم كبش فداء أوكسر باب إن رأوا لامنكر ولامغيّر ولِيجسّوا نبض الأمة وهل هي في حياة أم موات !
ولا يخفى عليكم ( حمزة ورائف وعضوان ) صغار العمر والعقل وأصحاب الجهالة المركّبة !

ولعل من أمة محمد من ينطبق عليه هذا :
قيل للحق: أين كنت يومًا عن الباطل؟ قال : كنتُ تحته أجتث جذوره .

واللهُ أعلم

وكتبه
غربة غريب
19 - 3 - 1433هـ
بين الأذان والإقامة لصلاة الصُبح

ـــــــــــــــــــــــــــ
[ 1 ] لعل مشرفينا النبلاء في الساحة ينتبهوا لقضية إغلاق المواضيع تلقائياً وهي مهمة للتذكير .
[ 2 ] فائدة من الطريفي