[قـــصـــيـــة]

غريبة العنز وغيرها من الحيوانات تجيب حليب مب لبن وإلّا


ماعلينا .. المهم

كثير أسمع هذا المثل ( شف وجه العنز واحلب لبن ) >> بقصد الاستهزاء بأشخاص بعدما يظهر منهم خطأٍ ما
قلبتها يمين ويسار ابي أفهم المقصد !! واخيرًا عرفت المعنى بعد ربط المقصد والتشبيه فهمته ! فهذا المثل يُقصد به ( الحُكم على الجوهر من المظهر ) !!

يا إلهي كيف تحكمون على الشخص من مظهره ؟! ثم على أي أساس جاء الحُكم على وجه العنز ؟!
فوجهها وحتى لو كان بلا عينين وبنصف أنف ستدر لنا أفضل وأطعم حليب إلا اذا كانت هزيلة أو شبه مريضة فهنا نحكم على حليبها


اخواني اخواتي والله من الخطأ الكبير أن نحكُم على الأشخاص من أشكالهم ومظاهرهم وحتى لو أخطئوا بفعل أو قول !
فنحن لا نعلم مابدواخلهم ولا نواياهم ومالسبب الذي دفعهم لذلك !

وللعلم والتذكير فهذا الحُكم يدخل من باب الظن السيّئ الذي يجرنا للإثم !! قال تعالى ( ياأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
فهناك من يحكم على الشخص من مجرّد خبر سيّئ سمعه ! أو يحكم عليه من مظهره في هندامه أو ثقافته أو غير ذلك
وهناك من يحكم على الشخص بعد مشاجرة أو نقاش حاد فيكون خطئه نتج عن الغضب أو موقف مفاجئ
فأحدهم كتبَ جملة رائعة بهذا الموقف يقول فيها [ يستفزونك لتُخرِج أسوء مافيك ثم يقولون: هذا أنت !! ]


نعم نأخذ إنطباع عن مظهر الشخص إذا كان سيّئ لكن لا نحكم على جوهره أنهُ أيضًا سيّئ ..!
ولابد أولًا أن نتأكّد عن سبب مظهره أو عن سبب فعله وقوله بالسؤال مثلًا
ثانيًا الحكم الثابت والصحيح على جوهر الشخص وأخلاقه يأتي بعد المعاشرة أو المخالطة والمجالسة أو المصادقة

وسأذكر لكم قصة قصيرة تُحاكي نفس الموضوع ..
هناك شاب مع والده في القطار وكان يجلس مقابلهم زوجان .. وهذا الشاب ينظر للطريق من النافذة وينظر الأشجار والحيوانات
والمنازل وكل شيءٍ حوله بكل غرابة وإعجاب ويلتفت يمنةً ويسره ويصرخ لوالده : أبي أبي انظر هذا وانظر ذاك
وكان في قمة السعادة والعجب .. تساءل الزوجان عن سبب تصرفه واستنتجا أنهُ شاب مجنون .. واستمر الشاب على ماهو عليه
وزاد فضول الزوجان لسؤال الأب : مابال إبنك يتصرّف كالأطفال أو المجانين ؟ قال الأب : إبني للتو خرج من المشفى
بعد عملية لعينيه ليرى النور لأول مرة منذو ولادته كان أعمى !