|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
الاستتباع الحضاري –الشرق أوسطيةنموذجاً
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستتباع الحضاري –الشرق أوسطية أنموذجاً (1) إن من أدبيات (الشرق أوسطية ) توخي السلام في المنطقة على خلفية إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة نظام جديد عنوانه التعاون من أجل التنمية... (2) إسرائيل دولة أساس بل دولة محور في النظام المرتقب والذي دونه عقبات واقعية وايد يولوجية كونتها حقائق تأريخية وعقدية جلية إضافة إلى المعاناة التي تقاسيها المنطقة في علاقاتها بالدول الغربية عموماً (الوصي على دولة يهود) ولا أدل على ذلك من إطلاق الدعوات الاستفزازية التي صدرت عن كبار المسؤولين وخبرائهم الاسترتيجيين في الدول الغربية... والتي تبرهن على أن الاسلام عدوها الأول ... (3) هذه الحقائق تحدونا على اعتبار الشرق أوسطية ماهي إلا سلام القفز على الهويات والانتماء واعتباره كذلك قفزاً على حقيقة الصراع الدائر في المنطقة... (4) الاستتباع الحضاري ليس جديداً على تأريخ المنطقة فتأريخ المنطقة تأريخ حضارات قامت كل واحدة على أنقاض الأخرى ... وما نظرية الحوار والتلاقح الحضاري إلا لتسويغ طغيان الحضارة المشفوعة بمشروع سياسي وقوة مادية ومن المفارقات أن تكون اسرائيلي صاحبة هذه النظرية. (5) ومن جهة أخرى تحول بعض المثقفين العرب إلى عملاء حضاريين يروجون لهذه النظرية على حساب كل ما هو إسلامي أو عربي باعتباره فاشلاً منذ التكوين. (6) إن نظرية أو ثقافة السلام تبنيها لغة ثقافية جديدة وخطاب ثقافي جديد يحوي مضموناً تصالحياً وهي تبدأ بإسقاط نظرية الصراع بين الحضارات والمواجهة بين الإسلام و الصهيونية فالعقل الجديد حواري تفاعلي اندماجي يتبنى مفاهيم : الحداثة و المعاصرة و التنمية (7) وفي إطار الحديث عن هذه النظرية تبرز مسألة: إعادة ترتيب العلاقات (الجغرافية السياسية) و(الاقتصادية الأمنية) بين دول المنطقة وبناء مشروع التنمية وتوسيع السوق الاستهلاكية وإنقاذ الثروة الإقليمية من سياسات التسلح . ويحدد المسؤولون في في الكيان الصهويني مكونات السوق الإقليمية في التالي : 1- النفط العربي والخليجي على الخصوص 2- اليد العاملة المصرية 3- المياه التركية 4- التكنولوجيا الاسرائيلية. (8) ولهذا تجد أن دعاة الشرق أوسطية من العرب القائلين بالتعاطي الإيجابي مع الطرح الإسرائيلي يعتبرون أن العلوم بطبيعتها المجردة هي فوق الحدود والأوطان والنزاعات بين الدول والشعوب وهي بالتالي ليست من عناصر الاختراق الثقافي فالاكتساب مشروع ولا ضير من الانفتاح على التكنو لوجيا الاسرائيلية مادامت في خدمة اقتصاديات التنمية... (9) من حيث المبدأ يبدو هذا الكلام سليماً ولا ينال من الثقافة والفكر العربي والإسلامي ولكن في الواقع فإن التكنولوجيا الإسرائيلية غير اليابانية والألمانية مثلاً ... إن ورائها مشروع استتباع وهيمنة فكرية واقتصادية فالعلوم التكنولوجية عنصر أصيل من عناصر الثقافة. (10) هذا المشروع قديم متجدد وإذا كان في الماضي القريب يقوم على نظرية التوسع جغرافياً فهو يقوم اليوم كذلك على التوسع بالعلم (التكنولوجبا )والاقتصاد. (11) بهذا المعنى يكون الانفتاح على التكنولوجيا الإسرائيلية اختراقاً ثقافياً وبه يكون هذا الاختراق جانباً تنفيذياً من جوانب المشروع الصهيوني... (وفي الختام) فإن المكنون العقدي والثقافي في داخل الأمة هو عصب الممانعة الحقيقي الذي يستعصي على التطويع... نعم تطويع الأنظمة ممكن والتطبيع معها ممكن أما تطويع الأمة والتطبيع معها فأمران مستحيلان . المكنون العقدي والثقافي في داخل الأمة هو الحركة في التأريخ وهو الاتجاه العام أما القرار السياسي في يد الأنظمة والحكومات فهو موقف مرحلي ومنعطف خاص. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتب في العام 1417هـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حبي وتقديري للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ========
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله ![]() آخر من قام بالتعديل جدس البأس; بتاريخ 25-11-2005 الساعة 10:30 AM. |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|