بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أحمد مطر في أحد مستشفيات لندن

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 12-12-2005, 12:13 AM   #1
راعى الزين
عـضـو
 
صورة راعى الزين الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: ارض الخير
المشاركات: 603
أحمد مطر في أحد مستشفيات لندن

لا يزال شاعر الامه أحمد مطر يتلقى العلاج في أحد مستشفيات لندن ، ولا أحد يتحدث عن هذا حتى لو همسا ، الصحف والفضائيات مشغولة كثيرا بتصريحات السياسيين ، وأخبار الراقصات ، ولا يوجد بينهما كثير فرق .. أما أحمد مطر فتكفيه مكانته في قلوب محبية ، ودعواتهم الصادقة له بأن يعود سليما معافا .. وهذا النص / المقال هنا هو من قديمه الجديد
صحيح أن الموضوع قديم ، ولكن ما حيلتنا في غيابة إلا الدعاء له بالشفاء وقراءة بعض من قديمة ... وهذا رابط لديوان الشاعر في موقع أدب :
ديوان أحمد مطر

مع خالص تمنياتنا للجميع بالتوفيق ولشاعرنا الكبير بالشفاء

----------


- أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك.
قال العصفور:
-لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟
- لا أدري..ما رأيك أنت ؟
-إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك .
- وما هو جنسي ؟
- إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار .
***
- أيها الحمار الطيب..أريد أن انهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك .
قال الحمار :
- لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟
- ماذا تعتقد ؟
- قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار .
- فماذا أكون ؟
- إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حموريّةً مني ! لعلك بغل .
***
- أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر،
وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن .
قال البغل :
- كُـنْ..مَن يمنعك ؟
- تمنعني ذلَّتي وشدّة طاعتي .
- إذن أنت لست بغلاً .
- وماذا أكون ؟
- أعتقد أنك كلب .
***
- أيها الكلب الهُمام..أريد أن اطلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك .
- هل أنت كلب ؟
- لا أدري..طول عمري أسمع المسؤولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر .
- لماذا لا تستطيع ؟
- لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً .
- ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً .
- إذَن فماذا أكون ؟
- هذا ليس شغلي..إعرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك .
- بحثت كثيراً دون جدوى .
- ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر .
***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إنفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم .
إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد .
قال البحر :
- أأنت زَبَد ؟
- لا أدري..ماذا تعتقد ؟
- لحظةً واحدة..دعني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً .
أوووه..اللعنة..أنت مواطن عربي !
- وما العمل ؟
- تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت .
- إبلعني، إذن، أيها البحر العظيم .
- آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك .
- كيف أنتحر إذن ؟
- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء .
- ليس في بيتي كهرباء .
- ألقِ بنفسك من فوق بيتك .
- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟
- ومن يعطيني ثمن الحبل ؟
- لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك .
- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟!
- إسمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً .
- أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ماهي هذه الطريقة ؟
- إبقَ حَيّـاً !

ولا نملك الا ان نقول لاحول ولا قوة الا بالله, لم ير حتى العراق بعد,
تمنيتنا له بالصحة .اهديه دعائي وقصيدة ثلاثون :
طَوى السِّندبادُ سُدولَ العُبابِ
وألقىَ عصا الرِّحلـةِ السّابعَـهْ
وأخْلَدَ مِـن شِـقوَةِ الإضطرابِ
إلى مَـرفَأ مُفعَـمٍ بالدِّعـهْ
تَراءَى وَدوُداً كما وَدَّعَـهْ
وأشرَعَ في وَجْهـهِ ألفَ بابٍ
عَلَيْها قلوبٌ لَـهُ مُشرعَهْ
تَمـرَّتْ بها غُصَّـةُ الإكتئابِ
وَمَـرَّتْ بها رَوعَـةُ الإرتيابِ
فـآلَتْ إلى قِصَّـةٍ رائـعَهْ !
كأَنْ لَم تَكُنْ قَسـوَةُ الإغترابِ
وَكُـلُّ فصـولِ الأسى والعَذابِ
سِـوى وَمْضَةٍ .. في المَدى ضائِعَه .
***
وَمازِلتُ أطوي سِنينَ الغِيابِ
فأزدادُ بُعْـداٌ .. بقَـدْرِ اقترابي
كأنّي بِطَيّي لها
أنشُـرُ الأَشـرعَهْ !
ثَلاثـونَ عاماٌ ..
وَلَمْ أَطـرَحِ الأَمتِعَـهْ .
ثَلاثـونَ عاماٌ .. وَراءَ السَّرابِ
اُمَنّـي لَهيبَ الظَّمـا بالشَّرابِ
وَكأسي لِـرَيِّ الوَرى مُترَعَـهْ !
ثَلاثـونَ ..
أطـوى، وأقتاتُ جُوعـي
مُدافاً بأوهامِ شَـهْـدِ الرُّجوعِ
وَأُلقي على الدَّربِ غَضَّ الشَّبابِ
طَعاماً إلى الغُـربَةِ الجائِعَهْ !
ثَلاثـونَ ..
لَمْ أَنسَـلِخْ عَن إهـابي
وَلَمْ أُخْـفِ وَجْهـي وَراءَ النِّقابِ
وَواقَعتُ وَحْـدي رَحَـى الواقِعَـهْ .
وَلَمْ أكتَرِثْ في المَسيرِ المَريرِ
لِنَـوعِ المَصيرِ ..
أميـري ضَميـري
وَلَمْ يَخـشَ يَوماً جَحيمَ العِقابِ
وَلمْ يَغـشَ يوماً نَـدى المَنفعَـهْ .
ثَلاثـونَ .. ذَرَّيْـتُها كالتُّرابِ
فِداءً لِمَسرى خُطى الزَّوبعَـهْ .
وَماذا تَبـدّى غَـداةَ السُّكونِ ؟!
هُبوبُ الجُنـونِ
وَعَصْـفُ المَنـونِ
وَزحْـفُ الهَوامشِ فَوقَ المُتـونِ
على إِثْـرِ مَن أبدَعَ الوَحشَ يَومـاً
وَبارَكَ إبداعَـهُ لِلخَرابِ
فَمُـذْ جاءَ يَسـعى
لِتحطيمِ هـذا الّذي أبدَعَـهْ
بَدَتْ خَلْطَـةٌ مِن بَنِيـهِ
وَمِن شـانِئيهِ
تَروحُ وتَغـدو سَـواءً مَعَـهْ !
وَعَن كُـلِّ وَجْـهٍ تَهاوى قِنـاعٌ
لِيُبـدي أُلوفـاً مِنَ الأقنِعَـهْ !
لَهـا كُلِّها أَوجُـهٌ مُقْنِعَـهْ
تُواري الكريـمَ وَراءَ الرديءِ
وَتُلقي المُبـرَّأَ تَحتَ المُسيءِ
وَتَطـوي الأريبَ على الإمَّعَـهْ !
وَمِن كُـلِّ كَهْـفٍ
وَمِن كُـلِّ غـابٍ
تَداعَتْ ضِبـاعٌ لِنَيْـلِ الثّوابِ
بِنَسْـفِ بَقايا ضَحايا الذّئابِ
وَتَشْـييدِ دِينٍ بِلا أَيِّ دِيـنٍ
يُقيـمُ الدَّعائِـمَ بالزَّعزَعَـهْ
وَيقطَـعُ حَبْـلَ الشُّكوكِ
بِقَطْعِ الرِّقابِ
بِحَـدِّ فَتـاوى الرَّدى القاطِعَـهْ !
مَشى ضِيقُ أُفْـقٍ على كُـلِّ أُفْـقٍ
وَسارَ التَّواضُـعُ سَـيْرَ الضِّعَـهْ
وَكُـلٌ لَـهُ ذِمَّـةٌ واسِـعَهْ
تُداري لَـهُ جَهْـلَهُ .. بالكِتابِ !
وَتُبْـدِلُ أهواءَهُ كالثّيـابِ ..
فَتلكَ العِمامَـةُ صَـوتُ الرِّباطِ
وَهـذا العِقـالُ صَـدَى القُبّعَـهْ !
***
أَرى الشَّمسَ تَحبو بِهـذا الضَّبابِ
تُفَتِّشُ عَن دَربِها بالثٌُّقـابِ
وَتَنكُصُ، مِن يأسِها، راجِعَـهْ !
وَقلبي المُـذابُ كَـذَوْبِ الجَليـدِ
يَرى المَـرفأَ المُرتجـى مِن بَعيـدٍ
كطِفـلٍ شَـريدٍ
يَنـامُ وَيَصحـو على فاجِعَـهْ .
فأحبِـسُ، كِبْـراً، نَزيـفَ العُيـونِ
وأبكيـهِ بالمُهجَـةِ الدّامِعَـهْ :
عَـزائـي ..
عَـزاءُ الفُـؤادِ الحَنـونِ
بأنَّكَ باقٍ على الدّهـرِ دُونـي .
سَـتخرُجُ حَيّـاً مِنَ المَعمَعـهْ
وَتَعـدو إلى شَمْسِكَ الطّالِعَـهْ
وَتَغـدو الثّلاثـونَ بَينَ المَنـونِ
كطَـرْفَةِ عَينٍ .. بِعَيْـنِ القُـرونِ
وَلكنَّ عُمْـري بِكُلِّ الدُّروبِ
ذَرَتْـهُ هَشيماً يَـدُ الزَّوبَعَـهْ .
فَمَـنْ لي بِعُمْـرٍ .. لِكَيْ أَجمعَـهْ ؟!


قلم / أحمد مطر
__________________
إذا لم يرضيك ماخــــــطه قلمــي 0000
فاقرأ اسمي مرة أخــــــرى 000
وان كان حُبــي لـلسعوديّة جريمـــة 000
فليشهد التاريخ أني مُجرمــاً 000
*************
لا تبخلوا علي من توجيهاتكم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

آخر من قام بالتعديل راعى الزين; بتاريخ 12-12-2005 الساعة 12:25 AM.
راعى الزين غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)