[البارع]

لقد قرأت هذ المقال في جريدة الجزيرة

وصدمت حقيقة فلم أتوقع أن يكون

هذا فكرد عثمان العامر مدير التعليم بمنطقة حائل

حيث أني أحسبه رجلا فاضلاً محبا للدعاة والعلماء

وإذا به يلمز علمائنا ودعاتنا الذين أصدروا بيانات

بالتحذير من أهل العلمنة والنفاق في بلادنا

بأنهم إما جهلة وإما أنهم يحملون في دواخلهم سوء النية

وأترككم مع مقال المدعو

الحبر الأخضر
الخيط والسكين في نسيجنا الاجتماعي
أ. د. عثمان بن صالح العامر

يصف صموئيل بتلر الحياة الاجتماعية بأنها عبارة عن خيط وسكين؛ فالخيط يربط الناس بعضهم ببعض، والسكين تقطع الروابط بينهم، ومن نافلة القول هنا أن الخيوط التي تنسج كياننا الاجتماعي السعودي كثيرة جداً، أولها وأهمها على الإطلاق خيط الدين، ثم يأتي بعد ذلك خيط الأرض واللسان والنسب والتاريخ والهمّ المشترك والمستقبل الموعود وما إلى ذلك من خيوط تتشابك وربما تتقاطع حين يراد لها أن تتعارض.. والسكاكين التي أشهرت لقطع هذه الخيوط عبر تاريخنا الاجتماعي كثيرة هي أيضاً، ولكن الغالبية منا على وعي كامل بها وبخطورتها على نسيجنا الوطني؛ ومن ثم كان منا الحرص على تلاشيها حماية لهذا الكيان والأسس التي بني عليها، إلا أن هناك سكيناً بدأت منذ زمن تغرز في الصدور لينبت الغل والحقد والكراهية ألا وهو التنابز بالألقاب، وربما بلا علم ودراية كاملة بما تخفيه تلك الألقاب والمصطلحات من دلالة ومعنى؛ فهذا ينتمي إلى جيل الصحوة، والآخر حزبي، وربما قيل عنه إنه علماني، وذاك إسلامويّ، والثالث أصوليّ، والقادم من بعيد ليبراليّ، وما إلى ذلك، والتوسع في التصنيف المبني على الظن مجرد الظن والحكم القاطع على الأيديولوجيات بمجرد الهوى أو استناداً إلى بعض الكتابات أو حتى مقتطفات من الأقوال التي يوافق فيها فلان من المثقفين والكتاب (ص) من المفكرين المنتسبين إلى هذا التيار أو ذاك دون يقين جازماً بذلك أو اعتقاد أنك إن لم تكن معي فأنت تقف في خندق آخر، هذا الصنيع وما ماثله جرّ جمعاً من أبناء هذا الوطن إلى معارك جانبية جندوا فيها أنفسهم ومن يعرفون من أجل الدفاع عن ذواتهم، وفي المقابل سلت أقلامهم للتشنيع بغيرهم؛ حتى أضحى المشهد الثقافي يرسم للمطلع عليه صوراً من التناحر الذي يؤثر سلباً في وحدتنا الثقافية القائمة على التنوع لا التضادّ، ومن هذا الباب جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - في حفل أهالي منطقة القصيم مساء يوم الخميس 19-5-1427هـ مؤكدةً وجوب البُعد عن التصنيف، خاصة من قبل طلبة العلم والصحفيين والكتاب؛ انطلاقاً من النصوص الشرعية التي تؤكد وجوب حفظ الأعراض وعدم التنابز بالألقاب والسخرية من بعضنا البعض، وإطلاق كلمة تومئ إلى تكفير أحد، وحرصاً على المحافظة الحقيقية على وحدتنا الوطنية، وهؤلاء المصنفون إما أنهم ينتمون إلى زمرة الجهلة وإما أنهم يحملون في دواخلهم سوء النية؛ فالجميع - في نظر ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله - مخلصون لهذا الوطن، ولا يمكن أن يوصم أحد من أبناء هذا الوطن بغير ذلك إلا إذا ثبت بالبراهين والدلائل خلافه، كما لا يمكن اتهام أحد في عقيدته أو وطنيته حتى يثبت بالدليل القاطع ما يمنحنا الحق في أن نقول غير ذلك؛ فالأصل براءة الذمة وسلامة العقيدة والمواطنة الصالحة، والشاذ ما هو غير ذلك، وحسن الظن ببعضنا يجب أن يكون ديدننا؛ إذ إن إصدار هذه الألقاب أشبه بالحكم القاضي الذي يحتاج إلى ما يقوم عليه من الدلائل قطعية الدلالة قطعية الثبوت، فهل تغمد هذه السكين ليسلم خيط نسيجنا الثقافي الوطني؟.. حفظ الله ولاة أمرنا، ودمت عزيزاً يا وطني، ودام مشهدنا الثقافي بخير.


http://www.suhuf.net.sa/2006jaz/jul/3/ar4.htm