بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عالم بنات ... بنات

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-11-2006, 02:35 AM   #31
أديب الواصل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 59
عالم بنات .... بنات
= 10 =
الفصل الأخير


جهاز عن يمينه ... وآخر فوقه ...ومغذي هادئ يجري في عروقه ... وسرير أبيض وملايات بيضاء وغرفة صبغت باللون الأبيض ...حاول أن يحرك رجليه لم يستطع... مضى على الحادث أكثر من ثمان وأربعين ساعة ... النتائج الأولية تشير إلى شلل في رجليه وربماعجز في فحولته ... تململ في مكانه وافاق لكنه لم يفتح عينيه ... يد حانية تربت على رأسه برفق ... تعطيه شعورا بالأمان والرضا والسعادة ... فتح عينيه ببطء ... كمصور يعبث بالعدسة... رأى ذلك الوجه الملائكي ... تكلم بهدوء
ـ مريم
ـ الحمدلله على سلامتك
ـ ما الذي حصل
ـ سلامتك بالدنيا يابو ابراهيم ... لا تتعب روحك بالكلام ... أزمة وتمر .

تذكر أنه أوصل بدرية إلى المستشفى قبل الحادث بساعتين لتلد المولود الثاني ... كان يعتقد أن ذلك كان قبل ساعات وما علم أنهما يومان .... لم يرد أن يسأل مريم كي لا يجرح شعورها فربما كان المولود ذكرا ... وقرأت مريم ما في وجهه لكنها لم ترد أن تتكلم ...

عندما أخبره الطبيب بحالته وذكر فيما ذكر أنه قد لا يستطيع الإنجاب ....
نادى مريم وكانت ملتحفة خلف الستارة ....
ـ ماذا أنجبت بدرية ؟
ـ ولدت بنتا ... بنتا ... أهم ما علينا سلامتك .
تسع بنات ...
تسـ سـ سـع بنات ...
اللهم لا رآد لقضائك ... لا نحصي ثناءا عليك ... نبوء بنعمك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفرلنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
اللهم لا رآد لقضائك ... لا نحصي ثناءا عليك ... نبوء بنعمك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفرلنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
اللهم لا رآد لقضائك ... لا نحصي ثناءا عليك ... نبوء بنعمك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفرلنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
كان يردد ذلك الدعاء وهو يبكي ..




سوف تقلني طائرة في الصباح إلى الرياض ثم إلى مستشفى الشميسي التخصصي .... وجه السماء كان غائما .... رأيت الأرض تتضاءل وتتضاءل حتى تبدو على حقيقتها صغيرة حقيرة ... إن حياتنا قصيرة في دنيا صغيرة ... والأماني عريضة ... ليس نقصا الا ندرك ما نتمنى ... حتى لو سعينا إليه جهدنا ....
شعور بالرضا يتعمق في نفسي .... في صدري ... في مشاعري .... في ذاتي الأمارة بالسوء .... المطمئنة في هذه اللحظات ....
ربما حان الوقت لأوقف نزف الطمع .... لأقمع سلطة المجتمع ...
لأرى وجها آخر للأنثى التي تعطي .... تمنح ... تهب ... بلا مقابل .... عندما تجد من يستحق كل هذا ...
سأكون من أولئك الذين ابتنوا سعادتهم بما لديهم وبما يملكون ... لم يتلفتوا ... لم يرفعوا رؤوسهم عاليا ....

لست آسفا على تسريحي لك بكل ما أحمله من إحسان ....
قلتها لبدرية بعد ما طلبت مني الطلاق ....
وبناتي إن شئت خذيهم عندك وإن شئت فأبقيهم عند أمي ومريم
ولن آلو جهدا في الإحسان اليهما في كلتا الحالين .


إنه القدر .... إنه الأمل .... إنه الغيث .... إنه المنة من المنان ... إنها نطفة ... نطفة ... كانت تدور في رحم مريم .... لأجل مريم لا لأجلي ....

أبعدت الجوال عن وجهي .... واغرورقت عيناي بالدموع
إنه إبراهيم يصرخ .... يتعالى صراخه حتى ليصل إلي في الرياض ...
قطعة من مريم يحمل طهرها ...نورها ...نقاءها ... صفاءها ... جمالها ... حبها
تشافيت تماما ...
سأعود إلى قهوة أمي ...
إلى التمر السكري ...
سأقبل يديها .... أشم رائحتها ... وإبراهيم في حجري ... سأرقد مطأطأ على سجادتها
ومريم
ومريم
القيتها في غيابت الجب ....... صورة الدم الكذب على القميص ... هل اسرت شيئا في نفسها ... لا .... لا..... إنها مريم ... يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ..... لنذهب بالقميص ... ليعود البصر والبصيرة .



تمت الساعة الواحدة الثلاثاء 29 / 10 / 1427 هـ
أديب الواصل غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)