|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: الشماس ،،، بداية الحضارة :)
المشاركات: 242
|
هذا واحد من القوم
![]() قل هاتوا برهانكم علي سعد الموسى تواصل سيدة الأعمال والكاتبة حصة العون مسلسل الانتقال بأطروحتها حول العلاقة المشبوهة بين سفارات الغرب وبعض كتاب الداخل من مطبوعة إلى قناة. سمعتها في المرة الأخيرة بالصدفة في قناة المجد تواصل مسلسل التهمة وسط ابتسامات المذيع ولذة جمل الانتصار لشيخنا الدكتور محمد النجيمي الذي كان ضيفا على القناة. أربأ بشيخ باحث أكاديمي، اشتغل بالتوثيق وفهرسة المصادر، مثل فضيلة الشيخ النجيمي أن يأسره خطاب عاطفي بلا دليل أو حجة مثلما كان للأخت حصة العون في تهمها التي توزعها في المناسبات يمنة ويسرة. أشعر أن فضيلة الشيخ الدكتور يدخل معركة بلا راية وهو ينساق خلف هذه المداخلات وقد عهدته عاقلاً متزناً وسطياً صاحب مواقف بيضاء من أزمتنا الفكرية التي مررنا بها في نصف العقد الأخير. كان واضحاً بلا تلون، فقيها يستند إلى الدليل، ثقيلا أتمنى منه ألا ينجرف بهذه السرعة إلى خصومات مفتعلة وأستكثر منه هذا الميل الجارف لخلق الأعداء والمناوئين. هذه ليست صفات الوسطي الموزون التي أعرفها فيه وقد يأتي اليوم الذي يعيد فيه فضيلته قراءة مقالي هذا من باب النصيحة لا الانتقاد. قد يقول لي، صدقت، وقد لا يقول. وحتى من باب النوايا الحسنة، دعونا نفترض في الأخت الجريئة حصة العون تمام العقل وكماله، فخذوا من كلام العاقل نصفه كما يقول المثل الشعبي. تأملوها وهي تقول: إن سفارة أجنبية جاءت لمكتبها وعرضت عليها نقداً بالكاش فسألتهم: هل هو قرض أم عقد أم ماذا يكون؟ فأجابت السفارة، إنه لا شيء من هذا أو ذاك بل هبة مقطوعة كي يبدأوا معها بعض المشاريع والأفكار. تعترف حصة العون أن المبلغ رمزي قليل وأنها تسوقه لمجرد الفكرة والدلالة، فأي عاقل سيصدق أن سفارة غربية لم تجد سوى السيدة حصة العون كي تبدأ بها مشوار الهبة وأي سفارة هي تلك التي ستختار سيدة أعمال مرموقة مقتدرة ثرية كي تغريها ببضعة آلاف تستميلها كي تبدأ بأحبارها أفكار التغريب؟ هنا وقعت حصة العون في انزلاق روائي فادح ولو أنها قبل أن تبدأ المشوار بالتهم، قرأت بعضاً من القصص البوليسية لربما كانت أكثر إقناعا في المتن والحبكة القصصية. باستطاعة حصة العون أن تضحك من أراد أن يرى الغير بياض أسنانه وباستطاعتها أن تسحب العقول إلى التصديق بشراك تهمة بالغة الخطورة. الشيء الوحيد الذي لن تستطيع على الإطلاق أن تأتي به هو البرهان وأنا هنا معكم أنشدها وأنتظر برهانها على أحر من الجمر أن تأتي بكاتب واحد وسفارة واحدة دخلا هذا الاستدراج الثقافي البالغ الخطورة. أنا معكم على أحر من الرمل الساخن في منتصف القيظ انتظاراً لحصة العون أن تبرهن، حتى ولو على نفسها، أنها دخلت باب المساومة مع سفارة حتى لو كانت مع قنصل جواتيمالا أو الملحق التجاري لأوزبكستان وعندها أقطع على نفسي وعداً وعهداً أن أكون معها في أول الطابور، لا في مداخلات التلفزيون وثنايا الصحف، بل على باب المحكمة كي نقطع دابر الخيانة الوطنية والعمالة الأجنبية. وما دام أن التهمة بهذه الخطورة فلا أجد للتهمة قطعاً إلا بدابر القانون وهيبة النظام: إما أن نأخذ المتورط في رشوة السفارات الأجنبية إلى القانون كي يكون عبرة وعظة وإما أن نأخذ صاحب التهمة ليبرهن عليها بما شئتم من أدوات البرهان ووسائل إثبات التهم. بمثل هذه التهم الكلامية الشفهية الشفافة العائمة يقع بعض الناس ضحايا لمستدركين، الأول نفسي محض والثاني إدراكي سببه عدم الرغبة في توسيع دائرة الأفق. الأول (النفسي) قد يأتي نتيجة للطموح الفردي في الانتشار والشهرة وعندما يعجز الفرد بقواه التقليدية الفطرية عن تحقيق هذا الرضا الشخصي، يبدأ بالخوض في الأطروحة النشاز حتى تلتوي الأعناق إليه. يفعل هذا الثري عندما لا يأخذه المال إلى بقية الدوائر فيشتري بالمال قصيدة. يفعل هذا أدعياء المشيخة عندما يجدون أن أدواتهم الدينية لا تسعفهم فيفتون عكس الفتوى المألوفة. يفعل هذا صاحب الرؤية الكلاسيكية التي لا تحرك موجة أو مشهداً ثقافياً فيركب حبل الليبرالية الفجة علها تعطي جبهته شيئاً من البريق. إنها الرغبة في طرح الرؤية المختلفة، وبالقدر الذي لا حساب عليه ولا غلطة به تأخذه للقانون. المستدرك الثاني، إدراكي تحليلي. تظن حصة العون وغيرها من ضحايا الأطروحة المختلفة حد الدهشة أن الغرب، وعلى رأسه أمريكا، لا شغل لديهم إلا ثلاث إدارات حكومية لدينا وأن هذه الإدارات الثلاث هي هم الغرب الشامل الذي يستيقظون عليه وهي قضيتهم الوحيدة التي يأخذونها إلى الدواليب عندما يأتي المساء. يظن هؤلاء أن جورج بوش يعقد كل ظهيرة اجتماعاً لمجلس أمنه القومي وأن توني بلير يستدعي حكومته المصغرة في المساء كي يقرروا آليات المواجهة ويقدروا مبالغ العطايا لمن يستطيعون استقطابه لنقد أداء هذه الإدارات الثلاث من أجهزة الحكومة لدينا. يقع هؤلاء فريسة القصور في الفهم لدور السفارة، أيا كانت، في تجسير العلاقة بين الدول والشعوب ليظنوا أن طبيعة العمل الدبلوماسي مجرد رشوة وعمالة. دعك من سفارات الكون المتواجدة لدينا وانظر إلى سفاراتنا وممثلينا في لندن وواشنطن والقاهرة والمالديف وحتى جزر القمر وانظر لأذرعة سفاراتنا في ملحقياتها الثقافية والإعلامية والتجارية. تأمل مجالس بندر بن سلطان وتركي الفيصل وغازي القصيبي ومحمد آل الشيخ وهشام ناظر وعلاقاتهم مع المفكرين والجامعات وقوى المال والإعلام في العواصم التي يمثلون بلدنا بها وهل هي ضرب من العمالة وهل حمل سفراؤنا الشيكات إلى جيوب هؤلاء وهل استمالوهم بالمال وهل خالفوا في مجالسهم المفتوحة وزياراتهم المعلنة اتفاقات العمل الدبلوماسي؟ هنا تكتشف أن العلة هي (العقل المخالف) الذي تسيطر عليه نظريات التخوين والمغرق في قاموس العمالة ونظرية التبعية. ومع الأخت الفاضلة، حصة العون وأمثالها فأنا لا أبحث عن معارك ولا أنتظر ردوداً عنترية كلامية بالقدر الذي أشحذ منهم ورقة إثبات واحدة بالبرهان. أريد أمثلة بالبصمة لا جملا باللسان. أكاديمي وكاتب سعودي
__________________
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|