|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
22-04-2007, 08:56 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: بريدة حرسها الله
المشاركات: 337
|
اللحية . . الإسبال . . الغناء . . وقفات عابرة !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، الذي لا خير إلا دل الأمة عليه ، ولا شر إلا حذر الأمة منه ، صلوات ربي وسلامه عليه ، ، ، أما بعد : فإن المتابع للساحة الإعلامية يجد زحماً في طرح هذه المسأل الثلاث ( اللحية ، الإسبال ، الغناء ) على وجه الخصوص وغيرها من مسائل الخلاف عموماً ( وهذا الكلام ينطبق على من يتقيد بضوابط الشرع ، بعيداً عن أولئك الرعاع الذين يشككون حتى في ثوابت الأمة ومسلماتها ) ، وهذا الأطروحات تختلف بحسب محررها من حيث الإباحة والحضر ، والكراهة والتحريم . وتبعاً لهذا الإختلاف تختلف إيضاً من حيث الجودة العلمية وضدها ، لذا فأنني أحببت أن أقف وقفات مع هذه الضجة . عزائي فيها أنها خرجت من قلب ، وأملي أن توافق قلب . كما أنني آمل من قارئها أن يقتفي فيها قول الحق جل وعلا : ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) . الوقفة الأولى : إننا أمام هذه الخلافات لنتذكر قول الخليفة الراشد / عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - : ( أختلاف الأمة رحمة ) ، وقوله : ( ما أود أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا ، لأنهم لو لم يختلفوا لشق الأمر علينا ) . وهذه الكلمات تجسد لنا بوضوح تفاوت الأمة ، وأن لكل شخص ميلوله وآرائه . الوقفة الثانية : أن هذه الزوبعة التي تروج في وسائل الإعلام ليست إلا مخاض لفترة قادمة هي أشبه ما تكون بلإنفلات العلمي للفتوى - إن صح التعبير - ، حيث سيصبح الشارع الإسلامي يموج بكم هائل من التفاوى المتعارضة وهو لا يحسن التمييز بينها - وعدم تمييزه سنة إلاهية إذ هو القائل : ( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ ) - . الوقفة الثالثة : أن وراء الأكمة ما ورائها ، حيث أن أهل العلمنة ، ومن ورائهم أمم الغرب الكافر - والله تعالى أعلم - سوف يتغلون هذا التراشق العلمي لتشكيك العامة في أهل العلم ومدى مصداقيتهم ، والتاريخ شاهد . الوقفة الرابعة : لقد وقفت طويلاً أما قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( . . . الْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ ) وراه الإمام أحمد ، وأصله في مسلم . فكنت أتأمله وأقول يا ترى متى نعمل بهذا الحديث !! ولماذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مراعاة الإنسان ضميره ؟ الوقفة الأخيرة : إن إفتاء علم من علماء الأمة بفتوى يدين الله فيها ، ويرى أنها هي الصواب ، لا تجيز لنا الوقوع في عرضه ولا التنقص من قدره ، كما أنه ليس بالضروري أن نعمل بها ، لا سيما إذا خالفه فيها كثير من أهل العلم ، إذ أنه لا يوجد عالم إلا وحفظت عليه زلة أو هفوه ، وقد قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في كتابه البداية والنهاية : ( أنه ما من عالم إلا وحفظة عليه زلة ، لتبقى العصمة لأنبياء الله تعالى ) . ختاماً : هذه بنات فكر سطرتها ، وخلجات نفس قيدتها ، فما كان فيها من صواب فمن الله ، وما كان فيها من خطاء فمن نفسي والشيطان . وصلى الله على نبينا محمد . . .
__________________
من جميل كلام ابن القيم -رحمه الله - :
ومن الناس من طبعه طبع خنزير ، يمر بالطيبات فلا يلوي عليها ، فإذا قام الإنسان عن رجيعه قَمَّه . وهكذا كثير من الناس ، يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ ، فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه ، فإذا رأى سَقْطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها ، فجعلها فاكهته ونُقْله . مدارج السالكين - ج 1 - ص 695 - ط طيبة آخر من قام بالتعديل المحب4006; بتاريخ 22-04-2007 الساعة 09:00 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|