|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
17-08-2002, 01:43 PM | #1 |
كاتب و أديب
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 756
|
لحظات عشتها ..............
بعد أن سارت عشرات الأمتار في هذا السرداب ..
تتوجه إلى ذلك السرير الصغير الذي لايكاد يسع جسدها .. ترمي بجسدها المنهك هناك .. وتتلطف إحدى السجانات بمنحها غطاء خفيفا .. تنظر إليها السجانة دون رحمة .. ثم تقول هذه السجانة بغلظة : انتظري .. ترتعد فرائصها .. تشعر بأحشائها تتقطع .. ولا تسمع حولها سوى ضجيج السجانات .. تتحامل على نفسها .. تصمت .. تعض على شفتيها .. تصرخ بعنف : آااااااااه .. تحضر السجانة وتطالبها بالصمت .. تنظر إليها السجانة بلامبالاة .. تذرف عينيها الدمع وهما شاخصتان .. تحاول كتمان صوتها .. ولكنها تصرخ بعنف .. تهرول السجانات إليها بسرعة .. ويقفن حولها .. وتبدأ الهمهمات .. وهي لا تشعر بشيء غير الألم .. فجأة .. يزداد لغط السجانات .. تهرول إحداهن إلى سجانة عتيدة .. كانت تجلس في مكتب قريب .. تحضر وتلقي نظرة .. وبكل هدوء وقساوة .. تطالبها بكتم صراخها .. ولكنها لم تستطع فصرخت بعنف .. ثم صرخت .. وصرخت .. وبصوت أجش تطالبها تلك العتيدة بكتم صوتها .. بل بكتم صراخها المدوي .. يحمر وجهها .. تتغير كل معالمها .. تتحول إلى آية في الارهاق والتعب .. ثم تصرخ من جديد لتزلزل المكان .. وتحاول مرة أخرى الالتزام بالأوامر .. يحمر وجهها مرة أخرى .. يزرق لونه .. ترى الموت أمام عينيها .. تصافحه .. تتمناه .. ثم يستسلم جسدها لهذا العذاب .. وصرخت صرخة أخيرة كانت هي النهاية .. لتبدأ صرخة تلك المولودة .. (( الحمدلله على سلامتك .. مبارك لك .. جعلها الله من مواليد السعادة .. ورزقتي برها )) كانت هذه أول كلمات سمعتها بعد تلك المحنة .. وكان قائلها تلك السجانة العتيدة .. حيث كانت ( أماني ) لطيفة معها أشد اللطف .. لتبادلها الأم كل كلمات الشكر .. وللذكرى ألم ألم
__________________
إذا كنت تقرأ ما يعجبك فقط .. فثق أنك لن تتعلم
|
الإشارات المرجعية |
|
|