في القرآن والسنة نجد الحث على غلبة الإسلام وأنه الدين الذي يجب أن يعتنقه الإنسان , وإن اعتنق غيره من الأديان فلن يقبل الله منه اعتناقه ( ومن يبتغِ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه ) , وقد بشَّر الله نبيه – عليه الصلاة والسلام – بهيمنة دينه على الناس وشيوعه في الأرض , فكان أكبر توسع للمسلمين في الدولة الأموية , ثم ازداد توسعًا في الدولة العثمانية لاسيما بعد فتح القسطنطينية .
مشكلة الفتوحات أن كل فريق ينظر إلى مصلحته , فغزو التتار للعالم الإسلامي وإسقاطه بغداد حاضرة المسلمين عام ( 656 هـ ) , هو غزو لَعين بغيض , قد خلَّف كثيرًا من القتلى وكثيرًا من الدمار في كل شيء , بينما هو غزو مبارك للتتاريين , وغزو في صالح حضارة المجتمع الذي ينحدرون منه وهم قبيلة الخطائين .
في القتل والقتال تكون عادة الغلظة قبل الصلح , وتكون الخديعة التي لا تجوز إلا في الحرب ( الحرب خدعة ) , كانت السبايا في عهد النبي تأتيه من عدة جهات الجزيرة العربية , فكانت المعاملة رفيقة , لكننا نجدها شديدة بعده , حتى بين المسلمين أنفسهم , فوقعة الحرة التي قادها يزيد بن معاوية على أهل المدينة لشغبهم قُتل فيها أكثر من ثمانين صحابيًا من أهل بدر , حيث استبـيحت المدينة لثلاثة أيام , كان الجندي المسلم يدخل على المرأة المسلمة من الأنصار وفي حجرها وليدها , فيطلب منها المال فلا يجد عندها شيئًا , فيأخذ ابنها فيضرب به عُرض الحائط فيتناثر دماغه .
في فتح الأندلس نجد أن موسى بن نصير وطارق بن زياد يسبون ألوف الجواري , فكانت الجارية تباع بدرهم لكثرة السبايا , حتى امتلأت البيوت منهن , إنه انتصار لنا نحن المسلمين , لكنه حزن وقتل كرامة في نفوس تلك السبايا , فكم فرَّق بين أم وابنها , وأب وابنه , فراحوا يقاسون الألم والحزن .
إننا نحزن لغضب النصارى علينا وقتلهم في أبناء المسلمين , بينما لا نتألم لألمهم حين تكون الغلبة لنا , كان النبي يتحدث عن أن ذهاب كسرى فهذا يعني أنه لا كسروية بعده , لكنه لو رأى ما حدث في الدولة الأموية وما بعدها لاستعاذ بالله من بربرية المسلمين , ولرأى أن المسلمين زادوا على الكسروية كسروية أخرى , حيث البذخ والإسراف , وظلم الناس حتى اليوم .
دعوة إلى الحوار الهادف .