بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أغلب الأعمال الروائية الحديثة ليست من الأدب في شيء

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-05-2008, 12:48 AM   #1
زهير العمري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: السعودية
المشاركات: 54
أغلب الأعمال الروائية الحديثة ليست من الأدب في شيء

أن غزارة الإنتاج الروائي لم تأت إلا عقب حرب الخليج الثانية، وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وذلك نتيجة متوقعة للانفجار المعلوماتي والفضائي، بالإضافة إلى الرغبة الذاتية لكتابها في الشهرة السريعة، وجشع دور النشر في الربح السريع.
إن مجموع الروايات السعودية في عام 2003م وصل إلى 23 رواية، بينما وصل في عام 2005م إلى 26 رواية، وفي عام 2006م بلغ الـ 41 رواية، وفي عام 2007 تجاوزت الخمسين بقليل، حتى وصفت هذه الظاهرة إعلامياً بأنها تسونامي يجتاح الحركة الأدبية في المنطقة العربية، وما يوجد لدينا من كتب نقدية للرواية المحلية ضعيف مقارنة بهذا الإنتاج المتنامي، ونستطيع القول بأنها كتابان فقط أولهما "رجع البصر" للدكتور حسن النعمي، وثانيهما "الرواية النسائية/ خطاب المرأة وتشكيل السرد" لسامي جريدي، وما عداهما مجرد قراءات نقدية انطباعية الكثير منها يبتعد عن النقد العلمي والموضوعي الدقيق، وإن وجد نقد متناثر هنا وهناك فهو نقد ثقافي اجتماعي بعيد عن الجانب الفني للنص الروائي، وهذا الأمر يجعل الرواية تنحو منحى آخر بحيث تأخذ سياق الخطاب المجتمعي.
والملاحظ لهذا الزخم الروائي المعاصر في السعودية أنه يتمحور حول في ثلاثة محاور "الجنس والمرأة، السياسة، والدين" وقد يكون المحور الأول "الجنس والمرأة" يتصدر قائمة الروايات السعودية، ومن أمثلة هذه الروايات "بنات من الرياض" لفايزة إبراهيم، ورواية "بنات الرياض" لرجاء الصانع، ورواية "حب في السعودية" لبادي إبراهيم، ورواية "فتاة الشرقية" لمريم الحسن، ورواية "المطاوعة" لمبارك الدعيلج، ورواية "الأوبة" لوردة عبد الملك، ورواية "سعوديات" لسارة العليوي.
وتنتظم هذه الروايات فلسفة روائية واحدة وهي مواجهة الثوابت الدينية والاجتماعية بالطرح الجريء وغير المألوف للمجتمع والخروج على الخطوط الحمراء.
ومع غزارة هذا الإنتاج الروائي إلا أن النصوص الروائية الحديثة في المملكة ما زالت تفتقر لكثير من الجماليات وهي محصورة في الرواية "السيرية" لكاتبها.
وإذا أمعنا النظر في كتّاب النصوص الروائية لعام 2006 على سبيل المثال لوجدنا 26 روائياً يمثل لهم إنتاجهم في تلك السنة النص الأول و15 روائياً كان نتاجهم ذلك العام الثاني أو الثالث، وهذا يعني أن هناك ممن يكتبون الرواية في الوقت الحالي لم يكن لهم علاقة بالمشهد الروائي، ولم يكونوا في دنيا الأدب شيئاً مذكوراً فنجدهم لا يصورون مشاهدهم بشكل احترافي وليس لديهم خبرات وتراكمات سردية فهم حديثون على المشهد الأدبي والروائي.
وإذن فأغلب هذه الأعمال الروائية ليست من الأدب في شيء ؛ لأنها لم تكن ذات مقاييس فنية وجمالية من لغة وبناء وأحداث وشخوص وحبكة وتكنيك مشوق، ولم يكن جمالها، وتأثيرها نابعين من خصائص فنية داخل النص، وإنما من أشياء كثيرة خارجية وهمها الأول الإثارة المجتمعية على حساب الجودة الفنية، وأرى أن الناقد لا يزال بعيداً عن نقد الإنتاج المعاصر ما بقي كتاب الرواية مبتعدين عن كتابة الرواية التي تجسد حال المجتمع المحلي بقالب فني بعيداً عن الخطابات الاجتماعية التي تغلف نصوصهم.
مصدر المقال :
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2771&id=2397
زهير العمري غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)