كثير من الناس يحسب أن مناط التميز هو كثرة الأعداء , فكلما كثر أعداؤه صار صاحب مكانة عالية , وأنه يسير في الطريق الصحيح ! !
أعتقد أن هذه المقولة لم تأت من فراغ , فإن كثيرًا من أصحاب العقول المتحجرة يحسب أنه موفق ومصيب كلما كثر المخالفون له , والحقيقة أنه ينتحر من حيث لا يدري !
في ديننا الإسلامي نجد فقه الواقع مصطلحًا له أسسه العلمية التي جاء بها العلماء , وأطروه وصاروا ينظرون فيه كلما دعت الحاجة إليه , يضاف على ذلك ما ينبثق منه من مصطلح سد الذرائع , والتعزير , وغير ذلك , فكل هذه الأشياء لم تأت من عبث , وإنما الواقع والحال الارهن يبرزها غصبًا بلا اختيار .
كثرة الأعداء تدل على خلل في السلوك والتوجه , فمن الذكاء كسب الجميع قدر المستطاع , أما الصدامات فلا خير فيها سوى الوقوف في وجه الغايات التي نطلبها , فكم من غاية فوّتناها بسبب من الصدامات التي تضر أكثر مما تنفع .
النقد جميل , والاختلاف أجمل , والتدافع والتنازع ظاهرة كونية , وسنة حياتية , لكن توليد الأعداء وخلقهم وزرعهم في الطريق يؤدي إلى مشاكل نحن في غنى عنها !