|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 319
|
يقول صاحبي: وافقتْ روح الشيخ هواه ففارقته ، حتى إذا توسّد رأسه التراب ، دُفن معه ذِكره ، وانقضتْ بعده أعوام كما قضَتْ عليه ، وإذ بي أُبصر بنته التي حضنته هرماً وآوته معدوماً ، بين جنبيّ في حلُم رهيب ، وأبوها يُنادي من مكان بعيد ، ويهتف: باركَ الله لكما وبارك عليكما !. كنتُ أعزب قد طلقتُ أمّ هذا الصّبي ، فوددتُ أن أعرف لبنت الشيخ الهالك حالها ، فمشيتُ إليها ، وطرقتُ بابهم ثلاثاً ، فلم يُجبني أحد ، حتى إذا ظننتُ أنها تركتْ بيتها ، فتحتْ الباب وفي يدها ورقة مكتوب عليها (إلى فلان قدْ زوجتك بنتي بما معك من القرآن). وبلا بصيرة قادتني رجلاي إلى المأذون ، والبنت تسير في أثري ، وكان المأذون حاضراً ، فأخبرته الخبر ، فقال: على رِسلك ، فانظرْ من نفسك فيها ... ، فقاطعته قائلاً: الآن تقرن بيننا !. فحار المأذون وفعل ما أمرته بهِ ، حتى إذا انقضى المجلس وتمّ عقد النكاح ، تناهضتُ وأمسكتُ بيد الفتاة مباركاً لي ولها ، حيث لم يكن لي من فعل ذلك بدّ ، وتذكرت قول الله تعالى : (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون). لقد كانتْ دميمة شوهاء -كوصف أبيها من قبل ، ولكني كذبتُ وصفه ، ورأيتُ بنفسي جمالها في كريم أخلاقها ، وحسْن طباعها ، فصارتْ ملكة في رأي العين والنفس ، لم تر عيني قط أحسن منها ، وها أنا ذا معها سنوناً لم أر عيباً يصمها ، أو سوء خلق يشينها ، بل إن في صورتها القبيحة ، أسرارًا كامنة ، وأنوارًا محجوبة ، وسراديب مدسوسة في أنفس عطرة ، كان في زواجي منها أنْ جعلتُ كل ذلك مبثوث. فبعد رقّ تلك المليحة ، ملْك هذه القبيحة ، فانتفى قبحها مع حلو كلامها ، ورقيق عاطفتها ، حتى ملكتْ قلبي ملكاً لا يصلُ إليه أحد بعدها ، وجعلتُها حظّي من الدنيا ، أُحسن إليها ، وأؤثرها على نفسي ، حتى ضربتُ الحجاب على نفسي فلا أنظر إلى أنثى غيرها. قلتُ له: إنّ المرأة في الإسلام لا قبح في صورتها ، وكلمة (حسناء) يجعل منها حباً على طريقة البهائم ، فلا يراها إلاّ كما يقدر لشهوته. وكم من مبصر أجرى مساوئ زوجته قبل أن يُجري عليها محاسنها ، فلم يدر أنّ الليث يُؤخذ منه بسالته ، ومن الحمار صبره ، ومن الخنزير حرصه ، ومن الغراب بكوره ، ومن الثعلب روغانه ، ومن السنّور ضرعه ، ومن القرد حكايته ، ومن الكلب نصرته ، فليتَ قومي يعلمون. آخر من قام بالتعديل الكامل; بتاريخ 06-03-2009 الساعة 02:20 PM. |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|