|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
::: خطوة البداية :::
خطوة البداية
نُشر في المرة الاولى في شبكة الماهر للقرآن الكريم .. بقلم / عبدالله بن عبدالعزيز العزاز قيل : خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة .. خطوة واحدة خطى فيها الإنسان تكون هي النهضة الأولى في عالم النهضة .. نهضة الفرد ، نهضة المجتمع ، نهضة الوطن ، نهضة الأمة برمتها ، و في كتاب الله الكريم جملة من الإرشادات الربانية إلى كل نهضة من هذه النهضات ، و كيفية تحقيقها و ثمرة ذلك . لو اشترى أحد الأشخاص جهازاً يحتاج في استعماله إلى دليلٍ للإرشادات ، فلم يجد أي دليل مع جهازه هذا ، ففكر و تأمل فإذا لديه دليل استخدام في سيارته (يخص السيارة) فأراد أن يُطبق دليل استخدام السيارة على جهازه هذا .. لكان هذا الشخص فعلاً من المجانين .. إذا أن دليل استخدام الجهاز يؤخذ من صانع الجهاز لا من صانع السيارة .. هكذا نحن و القرآن الكريم ، فالله تعالى و تقدس هو خالق الخلق و هو العالم بما يصلح لهم و ما لا يصلح .. فلا عقل لمن ذهب يبحث عن عوامل بناء الإنسان عند غير خالقه و صانعه ، و هذا هو الحل لكف أصوات الأنين التي تتعالى من كل مكان تشكو و تندب انحطاطًا في خلق الإنسان ، و تدهوراً في سلوكيات البشر ، و اللجوء إلى الحياة البهيمية بدلاً من الحياة العلية الآدمية التي اختص الله بها الإنسان تشريفًا و تكريمًا له .. إن كل هذا الكلام معلوم لدينا ، و لكن التعامي و الانشغال بالدنيا و متطلباتها يجعل منها صوراف كافية عن هذه الحياة الكريمة السائرة على الناموس الرباني الذي يأمرنا الله تعالى به .. في هذه الأيام – أيام انطلاق العام – تعود الحياة الحية ، و تعود إلى الحياة جهدها و تفعّلُ فيها مدّخراتها ، و تُرسهم فيها برامجها المعهودة من بعد الركود ، فتنتهض العقول و الأجساد في صبيحة كل يوم تسعى في أرض الله و تتنعم بما يكتبه الله تعالى للعالمين من الفضل و الرحمة و العلم و الرزق ، و من جملة هذه المظاهر و الظواهر الحية هي محاضن التربية و جِنان القرآن في بيوت الرحمن .. ليست تلك المرافئ الآمنة معزولة عن هذا الصخب الذي يدوي كل يوم ، بل تعود فيها الحياة أيضًا ، فترى أنها تحيا بداية كل عام ، لتكتب الحياة في المجتمع في كل العام ، في تلك المحاضن يُصنع البِر ، و تسخَر المرحمة ، و يُعدُّ الرجال ، الرجال الذين حدد القرآن العظيم معايير رجولتهم ، لأنهم أهل القرآن الذين هم أهل الله و خاصته .. كم تبدو جملية صور أولئك وهم يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم ، و هذه الصورة على ما فيها من جماليات مشرقة ، إلا أن خلف كواليسها ما يضاهيها جمالاً و روعة و حيوية ، فلولا آباء ناصحون مرشدون يرجون ما عند الله ، و يطلبون الحياة الكريمة لهم و لأبنائهم على منهج رباني ، لما نصحوا و وجهوا فلذات أكبادهم إلى تلك المحاضن .. ولولا عاملون مخلصون وعت نفوسهم على قيمتهم بين ظهراني إخوانهم فساهموا في تقديم موائد الرحمن بأروع حلة و أبهى منظر ، و استحضروا التخطيط الجيد ، و التفعيل الدؤوب لما خططوه ، و بسطوا أكفهم آخذين بأيدي أبنائهم الطلاب إلى حيث الأمان .. لولا أولئك لما قامت هذه الصروح التي هي السكينة في ظل الصخب الهادر .. من هنا تكون النهضة ، من ذلك المكان المقدس ، و على تلك المائدة المقدسة ، و على أولئك الذين أرادوا أن يُقدسَ اللهُ أرواحهم من الحياة الحيوانية إلى الحياة الكريمة التي رُسمت معالمها في ذلك الكتاب الذي عرفوا حقه و آمنوا به و بدوره في النهوض بهم و بأبنائهم و طلابهم و مجتمعاتهم .. فالقرآن العظيم أيها الآباء .. أيها الأبناء .. أيها المعلمون المخلصون ، هو الخطوة الأولى و الثانية و الثالثة و الأخيرة إلى درب النهضة في المستقبل العاجل .. و المستقبل الآجل .. فلنعجل منه (كل شيء) في حياتنا ..
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|