بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إنه مصاب ( بشلل نصفي ) .. دعواتكم ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-08-2007, 07:05 PM   #1
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
إنه مصاب ( بشلل نصفي ) .. دعواتكم ..



بسم الله الرحمن الرحيم ..

رُبَما فَجَعَكُم أمْرُ الشَلل الذي قَرأتُمُوهُ في العُنْوانِ ، و حقُ لكم ، فـ(شلل) كلمةٌ لها إيحَاءٌ مُزعِجٌ ، ينقُلُ خيَالَك مُباشرةً إلى عَالمٍ مُزعِجٍ ..والشلل الذي يهمُّنا ، لا علاقةَ له بالطبِ و لا بِالأطِّبّاءِ ، و لكنَّه قَدْ يَكُونُ أعَظَمَ مِن هَذا كلِّه .. بَل أقولُ بالتَحقيقِ إنَّه أعْظَم مِن شَللِ البَدَنِ .

أيها الأحبة ، لمَّا أنزل الله هذا الدين و أتمَّ به النعمةَ و أكمَلَه لنا ، حتى أصبَح نِظاماً متكاملاً شاملاً لا نقصَ فيه و لا اعوجاجَ ، و صدَق سلمانُ الفارسي - رضي الله عنه - حينما قال له بعض المشركين وهم يستهزئون : إن صاحِبَكم يُعلمكم حتى الخِرَاءة , فقال سلمان : أجل , أمَرَنَا أن لا نَسْتَقبِلَ القِبْلَةَ ولا نَسْتَنْجِيَ بِأيمَانِنِا ولا نَكتَفِي بِدِونِ ثَلاثةِ أحْجَارٍ ليْسَ فِيهَا رَجِيعٌ ولا عَظْمٌ . أخرجه أبو داود .

إلا أنَّ الإنْسَانَ في هذِه الأيامِ يَتَعَجَبُ مِمَا يَرَى ، مِنْ خِلالِ انتِقَاءاتٍ في شَرِيعَةِ الله يَقُومُ بِها البَعْضُ ، و كَأنهمْ يَتَفَكَّهُونَ أو يَتَسَوَّقُونَ ، و هَذِهِ لعَمْرُ اللهِ مِن أبرَزِ صِفَاتِ أهْلِ الانْحِرَافِ و البِدَعِ ، كالمُرجِئَةِ الذَينَ أخَذَوا بِنُصوصِ الوَعدِ دُونَ الوَعِيدِ ، أو كالخَوَارِِجِ الذِينَ غلَّبُوا نُصُوصَ الوَعِيدِ عَلى نُصُوصِ الوَعْدِ ، و أهْلُ السُّنَّةِ وسَطٌ بينَ ذَلكَ ، فَأخَذُوا بِالكُلِ دُونَ انْتِقَائيةٍ كَمَا هُوَ مَنْهَجُهُمْ .

يُؤلِمُنَا كَثِيراً واللهِ مَا نَرَى مِنْ خَللٍ و قُصُورٍ فِي تَطْبِيقِ مَفَاهِيمِ هَذَا الدِينِ ، وَ أكْثَرُ النَّاسِ يَنْقُصُهُ التَطْبِيقُ فِي الجَانِبِ الأخْلاقِيِّ ، و هَذَا الجَانِبُ مِنْ أَهَمِّ الجَوَانِبِ ولا شَكَّ ، و أوضَحِهَا فِي حَيَاةِ الأنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَلاةُ و السَلامُ ، و لِهَذَا قَالَ الرَسُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - : (البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ) رَوَاهُـ مُسْلِمٌ ، و قال عليه الصلاة و السلام : (أنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ ) كَمَا رَوَى أبو دَاودٍ ، ولَمَّا سُئِلَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فَقَالَ: (تَقْوى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ ) رَوَاهُ التِرمِذِيُّ وقَالَ: حَدِيثٌ حسنٌ صحيحٌ.

إِنَّ التَحَلِّي بِالخُلقِ وَ لِينِ الجَانِبِ مَعْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَطْلَبٌ شَرعِيٌّ تَتَحَقَقُ بِهِ السَعَادَةُ للأفْرَادِ و للجَمَاعَاتِ ، وَ يَحْصُلُ بِهِ التَوَافُقُ بَيْنَ أَفْرَادِ المُجْتَمِعِ المُسْلِمِ ، و الخَللُ فِي الأُمَّةِ يَكُونُ بِقَدْرِ الخَللِ الحاصِلِ فِي تَطْبِيقِ هَذِهِ المَفَاهِيمِ ..

قَلِّبْ صَفَحَاتِ الكُتُبِ ، و افْتَح عَلَى التِْلفَازِ ، تَأمَّلْ فِي المَجَلاتِ و الدَوّريَّاتِ ، لا تَكَادُ تُفارِقُهَا عِبَارَاتٌ تُنظّرُ لهَذِهِ المَفَاهِيمِ ، وَ لكِنَّ التَطْبِيقَ صَعْبٌ جِدَّاً إلا عَلَى الذِينَ صَبَرُوا و عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ..

إِنَّ التَطْبِيقَ لِهَذِهِ المَفَاهِيمِ ، مُهِمٌّ للدُعَاةِ و العُلَمَاءِ ، و الآمِرِينَ بِالمَعْرُوفِ و النَّاهِينَ عَنِ المُنْكَرِ ، و للحُكَّامِ و المَحْكُومِينَ ، للطُلابِ و المُعَلِمِينَ ، وَ أَقُولُ بَعَدَ الآسَى و الأسَفِ ( بَيْنَ الأعْضَاءٍ و المُشْرِفِينَ ) .لأنَّ هُنَاكَ أقْلاًماً أطْلَقتْ العنانَ لتَقُولَ مَا تَشَاءُ فِيمَنْ تَشَاء ، تَجرَّدَتْ مِنْ مَعَانِي الأخْلاقِ ، فَلَمْ تَعُدْ تُؤمِنُ بِإنْسَانِيَّةٍ فَضْلاً عَن دِينٍ ، لا أدْرِي مَا دَوَافِعُ هَذَا ..أهُوَ الحَسَدُ أو الطَيْشُ أو نَقْصُ العَقْلِ أو خَوَاءٌ فِي الفِكْرَة أم أنه قُصُورٌ فِي النَظْرَةِ ..
و بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ فَإنَهُمْ و للأسَفِ يَتَلَبَسُونَ بِلِبَاسِ الدِينِ و حُبِّ الخَيّرِ و الإصْلاحِ ، وَ حَمْلِ هُمُومِ الأمَّةِ ، و الحُرْقَةَ مِنْ أجْلِهَا ، فَضَلّت هِذهِ الطَائفةُ بِنَفسِهَا و انْسَاقَتْ خَلْفَ أهْوَائِهَا و عَوَاطِفِهَا المُخْتَلَّةِ ، و أضَلَّتْ غَيْرَهَا ، دُونَ حَيَاءٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وجَل ، و دُونَ مُرَاعَاةٍ لِحَقِّ الأخوَّةِ فِي الدِيِنِ ..
فَنَعُوذُ بِالله مِنْ هَذَا الشَللِ ، و نَسْألهُ أنْ يَعَصِمَنَا مِن هَذَا الخَلل ..

أوصي نفسي و أوصيكم أن نتراحم و نتعاطف ، و نتناصر و نتناصح ، و نكاتف و نتآلف ..
أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأقوال و الأعمال ، و أن يعيننا جميعاً على طاعته .
و صلى الله و سلم على عبده و رسوله محمد .

أخوكم / الصمصام
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 26-10-2007 الساعة 09:45 AM.
الـصـمـصـام غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)