بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » سبحان الذي وسع سمعه كل شيئ

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-09-2007, 08:23 PM   #1
نظرة أمل
عـضـو
 
صورة نظرة أمل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 317
سبحان الذي وسع سمعه كل شيئ

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الذي وسع سمعه كل شيء

كان أبو محمد المهلبي ، يكثر الحديث على طعامه ، ويكون أطيب الحديث ، وـكثره مذاكرة لأدب ، وضروب الحديث ، على المائدة ، لكثرة من يجمعهم عليها من العلماء و الكتاب و الندماء ، وكنت كثيراً ما أحضر .
فقدم إليه في بعض الأيام طيهوج ، فقال : أذكرني هذا ، حديثاً طريفاً .
فسئل : ما هو ؟
فقال : أخبرني بعض من كان يعاشر الراسبي الأمير ، قال : كنت آكل معه يوماَ , وعلى المائدة خلق عظيم ، فيهم رجل من رؤساء الأكراد المجاورين لعمله ، وكان ممن يقطع الطريق ، فاستأمن إليه ، فأمنه واختصه ، وطالت أيامه معه .
فكان في ذلك اليوم على مائدته ، إذ قُدم حجلٌ ، فألقى الراسبي منه واحدة إلى الكردي ، كما يلاطف الرؤساء مواكلهم ، فأخذها الكردي ، وجعل يضحك فتعجب الراسبي من ذلك ، وقال : ما سبب هذا الضحك ؟ وما نرى ما يوجبه .
فقال : خبر كان لي .
فقال : أخبرني به .
فقال : شيء طريف ، ذكرته ، لما رأيت هذه الحجلة .
قال : ما هو ؟
فقال : كنت أيام قطعي الطريق ، وقد اجتزت في بعض المحجة الفلانية ، في الجبل الفلاني ، وأنا وحدي ، في طلب من آخذ ثيابه ، حتى استقبلني رجل وحده ، فاعترضته ، وصحت عليه ، فاستسلم إلي ، ووقف ، فأخذت ما كان معه ، وطالبته أن يتعرى ، ففعل ، ومضى لينصرف فخفت أن يلقاه في الطريق ، من يستنفره على طلبي ، فأطلب ، وأنا وحدي ، فأؤخذ ، فقبضت عليه ، وعلوته بالسيف ، لأقتله .
فقال : يا هذا ، أي شيء بيني وبينك ، قد أخذت ثيابي ، وعريتني ، ولا فائدة لك في قتلي .
فكتفته ، ولم ألتفت إلى قوله ، وأقبلت أقنعه بالسيف .
فتلفت ، كأنه يطلب شيئاً ، فرأى حجلة قائمة ، وهي على الجبل ، فقال : يا حجلة ، اشهدي لي عند الله تعالى أنني لم أقتل مظلوماً .
فما زلت أضربه ، حتى قتلته ، وسرت ، فما ذكرت هذا الحديث ، حتى رأيت هذه الحجلة ، فذكرت حماقة ذلك الرجل ، فضحكت .
قال : فانقلبت عين الراسبي حرداً ، وقال : لا جرم إن شهادة الحجلة عليك لا تضيع اليوم ، في الدنيا قبل الآخرة ، وما أمنتك إلا على ما كان منك من فساد السبيل ، فأما الدماء ، فما أسقطها الله عنك بالأمان ، وقد أجرى الله على لسانك الإقرار عندي يا غلام اضرب عنقه .
قال : فبادر الغلام إليه ، وغيره ، بسيوفهم يخبطونه ، وضرب كل واحد منهم قفاه ، فكأن رأسه قثاء قطعت نصفين .
فتدحرج رأسه بين أيدينا ، ونحن على المائدة ، وجرت جثته .
ومضى الراسبي في الأكل .
منقول من كتاب نهاية الظالمين
للمؤلف : إبراهيم بن عبد الله الحازمي
نظرة أمل غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)