كيف أكتب مقالاً له من الصوت المدوي نصيب . . . ؟
كان العقاد يكتب وهو منبطح على بطنه عادة , وكان طه حسين الكفيف يملي وهو ممسك بقضيب حديدي أفقي ليوقع جمله على مقدار نفَسه , ولكل قوم هاد .
أكثر ما يشغلني في المقالة حبكة المقدمة , إذ تأخذ مني وقتًا قد يصل إلى ثلاث دقائق معدودة , وهي كثيرة حين يكون زمن المقال كله سبع دقائق معدودة كذلك .
تعجبني الكلمات المباشرة , وقد أتعمد المبالغة , فأعذب الشعر أكذبه , وأعذب المقالة في المبالغة .
يعيبي عليَّ غير واحد شدة الإسقاطات في المعاني والفِكَر التي أطرحها , ولكنني لا أبالي , فهي زاد المقال ووقوده , فالمقال الناجح هو الذي يحرك المياه الراكدة .
حين أكتب المقالة , فكأنني أعدو فوق جدار .
لا أنقح , ولا أعيد النظر .
تحياتنا .
|