|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
24-07-2003, 01:11 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
( العقيدة ، والفضيلة ) ؛ بين الحراس والديوثين !
بسم الله الرحمن الرحيم
يأبى أهلُ الشرف والمروءة أن يمس شرفهم وشرف قومهم ، وأرضهم ، أدنى عدوان ، وأقلُّ لوثة تقدح بشرفهم أو تكاد . وسفكُ الدماء أهون على النفس الأبيَّة من ذلك المساس والعدوان . ولا يرضى الأبيُّ أن يرى ثغرةً تُكشف لأهلِ العدوان ، ولا دخيلاً يفتُّ من عضد أهل الحمى . فبالله ثم بالأباة والحماة الأمناء ، تأمن الديار ، ويُحفَظُ الشرَفُ ، وتُحمى العقيدة . وإن غفل الحماة ، وخان المستأمَنون ، وتسلَّط الأعداء ، ضاعت الأمانة ، وضُيِّعت الحمى . وأيُّ حمى أعظم من حِمى الإسلام ؟ والإسلام بلا فضيلة خداج ، وهو بلا عقيدة بوار . فالفضيلة أوتاد خيمة الإسلام ، والعقيدة ركنها . ولخيمة الإسلام حماة ، يردُّون عنها كيد الأعداء ، ويحمونها من تخريب الدخلاء . فهؤلاء قد أدّوا الأمانة ، وأرضوا ربهم ، ودفعوا الشرّ عنهم وعن دينهم وعن أمتهم . عرفوا الداء فأحسنوا اختيار الدواء . أولئك هم خير الأنماط . {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه} [آل عمران: من الآية110]. لكنَّ أناساً يبصرون نبالَ الشرّ تقذِفُ ثغورَهم ، فلا تتحرَّك نفوسهم فضلاً عن أقلامهم ، وألسنتهم ! وصدق الله : {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: من الآية46]. وأنا هنا لا أريد الحديث عمّن حجبت الغفلةُ عقولَهم فزعموا أنَّ حراسةَ الدِّين حملٌ مسؤولٌ عنه غيرهم ، وظنّوا أن ليس عليهم تبعة تضييعه . ولا عمَّن أقعدهم الكسلُ فركنوا إلى الدنيا ، ونسوا أمر الله تعالى . لكنْ أريد الإشارةَ إلى من رأوا في نبال الشَّر لمعاناً فاغتروا به ، وزعموا أنَّ من الممكن أن نتعايش مع النيران لأنها وإن كانت تحرق إلا أنها تشعُّ أنواراً ! ولذا فهم يضعون من القواعد والأفكار ما يجعل العيش مع الدخلاء ـ وما يحملون ـ سائغاًً . وأثرُ هؤلاء المقعِّدين أنكى من أثر أولئك القاعدين . ولئن نشط القاعدون ففي الخير غالباً ، أمَّا هؤلاء ففي الشَّر . دخلت على المسلمين أفكارٌ وعقائد حملها مفكِّرون لامعون (!) ، فتهافت إليهم كثير من المسلمين كما يتهافت الفراش في نور القنديل . فأصبحنا نرى الكثير من شبابنا يحمل أفكاراً دخيلة ، وعقائدَ ملوَّثة ! فهذه فكرة قوميَّة ، وتلك عقلانية متحررة ـ من الدين ـ ، وأخرى ثورية تستباحُ بها الدماءُ المحرَّمة . وهذه رؤية جديدة للإسلام ، وتلك مواجهة عصرية للأحداث ، وذلك خطاب دعوي جديد . وتحت هذه الأسماء عقارب وثعابين . لكنَّ من يعجبهم كلّ بريق ؛ اندفعوا يجمعون ما هبَّ ودبَّ من هذه الأفكار ، ويحسنونها للناس ، ليصوغوا منها مزيجاً شاملاً لما يرونه خادماً للفكر الإسلامي ـ والصحيح أنه خادمٌ لأهوائهم ـ. {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} [قّ: من الآية5]. والعجيب أن نرى بعضَ من نشأوا على العقيدة الصافية قد انخدع بأفكار أولئك المقعِّدين المخلِّطين ! فما فتئ يروِّجُ لكثيرٍ مما يروِّجون ، حتى رأى أنَّ الفجوة التي بينه وبينهم قد سُدَّت ! فرفع عقيرتَه أنْ أنصفوا منارات الفكر ، وأوسعوا دائرتَكم الظالمة المظلمة ! . بارت سوقه وخسر ! انحدر من قمة الجبل ، فقعد في منتصف الطريق ، فلا صعد ولا نزل ، وظنَّ أنه من أهل الوسَط !. 13 /2/ 1424 هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ [ هذه مقالة نال بها الكاتب على إحدى جوائز مسابقة « المقالة الأدبية » التي أقامتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة لعام : 1424هـ ، وكانت بعنوان : (صفاءُ الدِّين أم زخارف الأقوال ؟!) ].
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح |
26-07-2003, 02:18 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: البدائع بلد الروائع:)
المشاركات: 1,407
|
الله يعطيك العافية أخوي ناصر الكاتب ..
موضوع رائع جدا جدا جدا .. أتحفنا بالمزيد ..
__________________
جزى الله خيراً أخي غندر على تصميمه هذا التوقيع الرائع : |
13-09-2003, 08:03 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
بارك الله فيك .
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح |
13-09-2003, 03:03 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
المشاركات: 2,290
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حق لصاحب هذه المقالة أن تنال أحد الجوائز المقدمة فهي بحق مقالة جميلة
__________________
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|