|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
.
. إنَّ الغَربَ مُجتَمَعٌ يَعبُدَ المَالَ ، حَتى لوَ كَانَ بِهِ ثَمَنُ أهلِهِ وَأحبَابِه . في ثَانيَ أيَّام الجَامِعَة ، طَلبتُ تَغييرَ القَاعَةِ التي أحضُرُ فيهَا ، غَيرَ أنَّ الطَلبَ قُوبِلَ بِـ لا يُمكِنْ ، وَمَا دُمت أنَّكَ تَتَكَلَّمُ بِلُغَةِ مَالِكَ فَكُلُّ شَيءٍ مِنْ مَطَالِبِكَ سَيُقَابَلُ بـ نو بروبلم !! طَلَبتُ مِنْ الجَامِعَةِ خَادِمَاً ، لأنيَ لا أُجيدُ الطَّبخَ والغَسلَ ولا حَاجَةَ مِنْ أُمورِ الحَيَاة ، فَقَط إنسَانٌ يُصَلي وَيَأكُلُ وَيشرَبُ وَيَتكَلَّمُ وَيَنَام ، وَبِنَفسِ الوَقتِ سَأستَخِدمُهُ لِيقودَ عَنيَّ حينمَا أشتَري سَيَّارة ، لأني لا أملِكُ رُخصَةَ قِيَادَةٍ لا سُعوديَّةَ ولا إمَاراتيَّة ، وَالخَادِمُ عَفواً بَلِ الصَّديقُ يَملِكُ ذَلك . وَسَأستَفيدُ مِنْهُ أيضَاً في تَعَلُّمِ اللَّغة . يَسَّرَ اللهُ لي غَالِبَ مَن في طَاقِم التَّدريس الذيْ أحضُرُ عِندَهـ ، حَتَّى أنَّ المُشرِفَةُ لا تَصِفُني عِندَ أحَدٍ إلا أنيَ [ ابنُهَا ] ، وَليسَ هَذا خَيرَاً في نَفسي ، بَلْ هو تَوفيقٌ مِنْ اللهِ سُبحَانَه . لَقَدْ اِستَشعَرتُ مَقولة : [ الدينُ المُعَامَلة ] ، فَمِن نِعمَةِ اللهِ عَلينَا أنَّنَا تَرَبَّينا في مُجتَمَعٍ يَنبُذُ الأنَانيَّةَ في كُلِّ مُجرَيَاتِ الحَياةِ وَشُؤونِهَا ، صِرتُ لا أذهَبُ للجَامِعةَ إلا وَفي يَدي شَيءٌ للمُعَلِّمينَ والمُعَلِّمَات ، أحيَاناً يَكونُ أتفَهُ الأمورِ وَأيسَرِهَا ، غَيرَ أنّيَ أجِدُهم وَكأنيَ قَدْ أهدَيتُهم قَلبي . وَكمَا قُلتُ سَابِقَاً المُجتَمَعَ الغَربيُّ هُوَ مُجتَمَعٌ مِسكينٌ كَطفلٍ يَتيمٍ مُشَرَّد ، تَستَطيعُ أنْ تَسرِقَ لُبَّهُ بابتِسَامَة . أُفَضِّلُ دَائِمَاً أنْ أجلِسَ وَحدي ، بَعيدَاً عمن هُم بِلُغَتي وَجنسيتي ، فَأتى إليَّ المُدَرِّسُ وَقَالَ سَأوَفِّرُ لكَ مَقعَداً في مكتبيْ تَقضي فيهِ وَقتَ فُسحَتِك ، شَكرتُهُ عَلى ذَلِكَ إلا أنَّ إصرَارَهـُ أجَبرني عَلى قَبولِ طَلَبه . سَألتُ أحدَ الطلابِ عَنِ المُصلى ، فَقالوا لا مُصَلَّى هُنا ، فَأرسَلتُ رِسَالةً إلى المُشرِفَةِ طَالباً أنا وَمنْ مَعي غُرفَةً للصَّلاة ، فَأتت تَعتَذِرُ عَنْ عَدَمِ تَفريغِ إحدى القَاعَاتِ لنَا سَابِقَاً ، لكنَّها الآنَ جَهَّزتهَا . مُجتَمَعٌ رُغمَ قَسْوتِه أحيَاناً إلا أنَّ ديننا عَلَّمنَا السَّبيلُ إلى قُلوبِهم . لَكِنَّ العَارَ الذي مَازِلتُ أحاوِلَ مَسحُه ، هو أنَّ لا أحدَ يَحضُرُ للصَّلاةِ سِوى أربعَةٌ أو خمسَة ، رُغمَ أنَّ المُسلمينَ فيهِ يَتَعدَّى الخمسونَ فَقط مِنْ بني جِلدَتِنَا . رُغمَ الذُّل الذي تَقَعُ فيهِ أمَّتُنَا إلا أنَّ للإسلامِ عِزَّةٌ في نَفسِ الشَّخص المُسلِم ، فَكمْ يَجتَاحُني شُعورٌ بالاعتِزَازِ والفَخرِ والسَّمو حينمَا أرفَعُ يَديَ للمُعَلِّمِ طَالبِاً مِنهُ السَّمَاحَ لي بِأن أذهَبَ للصَّلاةِ ، في الوَقتِ الذي يَرفعُ الطَّلابُ أيديهم ، للاستِئذَانِ للخُروجِ لِشُربِ الدَّخانِ أو الدُّخولِ لدورَات المَيَاهـ أجَلَّكُم الله . اتَّفَقنَا نَحنُ ثَلاثَةَ طُلابٍ لِصيَامِ يومُ الاثنين ، كَانَ الأمرُ شَيئَاً شَخصيَّاً رَاجِعٌ لَنَا ، لا عِلمَ لأحدٍ بِذَلك ، وَلِكنْ في يومِ الاثنينِ تَفَاجَئنَا أنْ هُنَاكَ فُطورٌ جَمَاعيٌّ لطُلابِ الجَامِعة ، الأمرُ الذي جَعلنَا نَسحبُ أنفُسنَا بَعيدينَ عنهم . جَاءَ أحدُ المُعَلِّمينَ الذي أُكِنُّ لَه جُلَّ تَقديري واحتِرامي ، وَسَألَ عَن سَببِ عَدِمِ تَواِجدنا مَعهم ، وَاخبَرنَا أنَّ الأكلَ حلالٌ هو مَنْ اشتَرَاهـُ بِنَفسِه . فَأخبرنَاهـُ أنَّ يومي الاثنينِ والخَميسِ يومَانِ للصِّيَام ، غَيرَ أنَّ الفُضولَ جَرَّهـُ لتَساؤلاتْ !! لِمَاذا هذينِ اليومينِ بالتَّحديد ؟!! وَمَا الدَّافِعُ وَرَاءَ ذَلِك ؟!! وووو فَبدَأ أحدُ مَنْ مَعيَ يَشرَحُ لَهُ بِكُلِّ قَابليَّةِ وَتشجيع ، وَمَا جَعَلنَا نَذرِفُ دموعَ الفَرح أنْ قالَ لَنا : " يومُ الخَميسِ لَنْ أأكُلَ شَيئاً " رُغمَ أنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ سِوى اسم يَنطِقُ بِهِ وَيسمَعه . العَجيبُ أنَّ الكَثيرَ مِنْ الغَربيينَ الذينَ أعيشُ في أوسَاطِهم ، يُفَضِّلونَ الأكلَ الحلالَ ، وَمَا ذُبحَ على الطَّريقَة الإسلامية . تَوَافقتُ أنَا وَأحدُ منسوبي الجَامِعة في "السوبر ماركت " ، حمَلتُ أغراضَهُ بِسلتي ، لأنَّنَا كُنَّا نَسيرُ مَعاً ، قَالَ سَأذهبُ لأخذ دَجَاج ، سِرنَا إلى المنطِقةُ المُخصصةُ بِهَا ، وَبدَأ يدورُ وَيدورُ ، ثُم فَهمِتُ مِنْ كلامِهِ أن لا شَيءَ صَالحٌ مِنْ هَذهـ ، سَألتُهُ وَلِمَا رُغمَ كَثرةِ الأصنَافِ المَعروضَة ؟!! قَالَ لأنَّهَا لَيسَتْ حلال . • يقول – والكلامُ لِمنْ مَعي - أنَّ الدجاج الذي لا يُذبح على الطريقة الإسلامية ، يُذبح عن طريق الصعق الكهربائي غالباً ، وهذا ما يحبس الدم بالجلد وداخلها ، ونتيجةُ ذلِكَ نكهةٌ كريهَةٌ وَجراثيمَ تَتَعلَّقُ فيها . _ الحمدُ للهِ على نِعمة الإسلام – يَتبَعُ .. [ إنْ يَسَّرَ اللهُ ذَلِك ] . .
__________________
![]() إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|