بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مشاهِد | من أرضِ المدينة المنورة .. ( متجدّد )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-08-2010, 03:55 AM   #11
د / ماسنجر
طائر .. أتعبته الهجرة
 
صورة د / ماسنجر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822



.
.

| المشهد الرابع ..

الحياة توحي للبشر أنها متعددة التعامل والتصرف والأنواع والأصناف .. والواقع يوحي لهم أن الحياة ما هي إلا أنانية وحب للنفس قد انتشر – في العقود الأخيرة – واستحواذ على أملاك الناس لتكون لهم جميعاً .. وتلك الأملاك هي أشياء موزعة على عقول البشر منها الاحترام والتقدير والوفاء والمساعدة وإلزام النفس البذل والجهد والمثابرة من أجلك وأجلهم .. على تعدد تلك المزايا التي يحتويها العقل البشري ونشاهدها من شرق ديارنا وغربها ! إلا أني وجدت تلك الأمور بدأت تقل ولا يرفعها إلا المال وتلك الأوراق ..

أما في المدينة المنورة ! .. فما رأيته كان عجيباً .. كنت في السابق أأتي إليها بالطائرة أو بمصاحبة الآخرين ولا نتجاوز الحرم النبوي .. تلك الرحلات القديمة هي روتين أشبه ما يكون بالممل فما كنا نذوق الحياة الحقيقية هناك ولا نرتشف صدق الحضور والتجول في ساحات الحَرم داخله وخارجه .. وبعد أن زرتها بسيارتي اختلف المشهد واختلفت النظرات وانقلب الروتين .. فما كان مملاً كان مبهجاً وما كان غريباً كان أليفاً وحقيقياً .. ولكم أن تتأملوا بهذا :

كنا نخرج أنا وصاحبي .. ويُشكِل علينا صعوبة الطُرق هناك لأننا نجهلها .. فكنا إذا سألنا عن طريق وجدنا أن المُجيب كأنه ينتظرنا .. الأول .. تبعناه حتى أشّر بيده إلى المكان وودعناه وذهبنا .. والثاني وقف بعد أن كنا نسير على أقدامنا قبل أن نستخدم السيارة في التجول قُبيل آذان الفجر بدقائق يسيرة واعتقدنا أننا سنقضي الطريق سيراً وهذا يُرهقنا .. فوقف وأخبرناه بجهتنا فوافق وركبنا وبدأ بالحديث عن أجواء الحرم النبوي والمدينة فكان الحوار رائعاً .. وانهمكت في التأمل برحابةِ صدره وسهولة تعامله وتقبله للآخرين .. فأجابتني نفسي وقالت :

هكذا هي الأرواح المتآلفة .. وهكذا هو النور يقذفه الله بتلك القلوب الوسيعة .. التي تنظر إليك لا إلى مالٍ ولا لمرامٍ بل لقلبكَ وللآخرة .. فيتعب ثغره في الحديث من أجل أن تأنس بمرافقته .. ويترك شُغله الشاغل في ذلك الوقت العَصيب من أجل أن يوصلك لشغلك وهدفك .. ولو كانت الدنيا تسير كما يُريد لرفعك فوق كفيهِ حتى آخر ثانيةٍ تكون بها على تلك الأرض ، وبعد أن أوصلنا مددنا له الدراهم فرفض وقال أنه لا يريد هذا لشيء إلا لوجه الله .. فأبهجني قوله وسرّني فعله .. والثالث بعد أن سألناه ضحك وقال أنه ليس من المدينة إنما من مدينة أخرى .. يا الله .. هل تأثر الزائرين بطيبة قلوب الطيبين بطَيبة ! هل انسكب الوفاء من قلوبهم وسقى قلوب القادمين ! ..

غير البائعين ، وموظفي الفنادق ، والمتجولين ، وفي المساجد ، وعند أبواب الحرم ، والأماكن كثيرة ..
وقلت بعد هذا : إن تلك المواقف يَندر أن نراها في البلاد الأخرى .. ولكن ما السبب في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ؟! ..

ووجدت الإجابة واضحة تماماً في ابتسامتهم ..


__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]

سَلمان
د / ماسنجر غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)