[مخاوي الصمت]

الأخت الفاضلة فيلسوفة الزمن


إن الإكثار من ذِكر الموت مطلب أساسي للإنسان حتى يعرف العاقبة
فكيف بالمسلم وهو من باب أولى
يبذل الكثير الصحة والمال والوقت في سبيل الدراسة والشهادات والنجاح
ويبذلون أضعاف أضعاف ذلك إذا حان وقت الإمتحان ليقطفوا ثمرة يانعة طيبة بعد سنوات من الدراسة والسهر بل وحتى الإغتراب والإقتراض وغير ذلك

وإنه والله لحياة فانية بعدها إمتحان نتيجته إما إلى جنة خلود فيها ولا موت ( أسأل المولى أن نكون من أهلها ووالدينا ) أو إلى نار خلود فيها ولا موت ( أستعيذ بالمولى أن نكون من أهلها ووالدينا ) لجدير بالإكثار من تذكره والإستعداد له بالعلم والعمل مع صلاح النية وإحضار القلب

ومن يرى أصحاب الهوى وطاعة النفس الأمّارة بالسوء لا يكاد يفرق بينه وبين البهائم
فهو غارقين بشهواتهم حد الثمالة لا يكادون يخرجون من مستنقع شهواني بهائمي حتى يقعوا في آخر ومع ذلك من يرى وجوههم يكاد يقسم أن هموم الدنيا كلها إجتمعت عليهم وصدر أحدهم كان فوقه جبل من ضيقه ونكده والشخص منهم يلهث خلف الدنيا رغبة خائبة في كسب المال والصحة والولد ... والخلود في الدنيا ولكن هيهات هيهات

أما أصحاب الآخرة -جعلنا الله منهم- فتكاد صدورهم تكون أوسع من الأفق بل إن الدنيا تأتيهم جاثية عند أرجلهم وهم لها كارهون مبغضون وقد طلّقوها طلاقاً بائناً لا رجعة فيه

عن أنس رضي الله عنه وأرضاه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال : من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له .

رحم الله أمواتكم وأمواتنا وأموات المسلمين وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى إنه غفور تواب رحيم