بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عالم بنات ... بنات

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 17-11-2006, 07:23 AM   #14
أديب الواصل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 59
عالم بنات ... بنات
= 8 =


[align=right]هناك فرح وهنا مأتم
ضمت أسيل وانخرطت بالبكاء للمرة الألف عندما جاءت تسألها عن جدتها مزنة وعن أخواتها الكبار .... لم تبرح مكانها منذ فارقها قبل ساعتين .... جاءها ليعطيها ثمن زواجه
..... كانت تجلس على حافة السرير .... دخل وجلس على حافته الآخرى ... ورائحة العطور تفوح من أعطافه ....
ــ مريم ! ستبقين الأغلى وسأعدل بينكما بقدر استطاعتي .... وهذه هدية ترضية لا تساوي قيمتك ... وفتحت لك حساب بقيمة عشرة الآف ....
قام من مكانه .... بعد أن وضع طقم الذهب في وسط السرير
ــ هل تريدين شيئا ...
لم تنطق ! ....... ولم يستطع قراءة ما كان يبدو على وجهها فقد أعطته ظهرها ووضعت أحد كفيها على وجهها والكف الأخرى تحمل منديلا مبتلا من كثرة ما رفعته إلى عينيها ...
كان البكاء الصارخ ... الذي سمعه منها خارج الغرفة كافيا ليوقظ ماتبقى من عاطفة
إلا أنه داس على قلبه وتركه يصارع الموت في عشه ....

روي لها أن بعض النساء يذهبن إلى زواج أزواجهن لا فرحا وإنما ليدرأن كلاما قد يطالهن .... لكن الدنيا كلها لحظتها لا تساوي عندها شيئا ذا بال .

لا أحد يعزيها ... يواسيها ... يخفف آلامها ... أمعنت في التخيل داخل نفسها وفي ماضيها ....عظم مهشم في ذراعها اليمنى ..... وقطع سطحي في جبهتها .... وأربع غرز في شفتها السفلى .... وأربع موتى في ثلاجة المستشفى ....والدها ....والدتها ... أختها وأخوها الشقيقين .... انتقلت بعده إلى أخيها من أبيها ... ومكثت عنده كالضيفة حتى تزوجت .

سمعت صوت باب البيت يغلق .... لا يمكن أن يأتي أحد في مثل هذا الوقت .... نزلت ببطء كل شئ في البيت مظلم فرأت شريفة ..... أسرعت إليها وألقت بنفسها على صدرها وراحت تبكي ....
ـ لم أستطع البقاء في الفرح فجئت إليك ..... خلاص يكفي ... ترى أرجع

كان حزنها يفوق تحملها ... والهم ثقيل ... والغصة مؤلمة...
كانت تراهن على أن حبهما سيثنيه عن زواجه المخيف ....
سقطت ورقة التقويم يوم زفافه ....وسقط هوكورقة خريف

أغلق عليهما باب غرفتهما في شقة متصلة بالبيت الكبير ....امرأة تقترب من الخامسة والثلاثين ... لم تخض تجربة الزواج من قبل ... معلمة وبنت أغنياء .... نظر إليها وتمعن في وجهها.... بيضاء لكنها ليست جميلة ... صبغت وجهها بأصباغ لم تضف شيئا ... ... ضخمة الأرداف .....لم يهتم كثيرا لذلك ... تذكر مريم وتمنى أن ينطلق إليها ....
نظرت إليه وقالت ...
ـ لماذا تحدق في وجهي هكذا
ـ لا .. لا شئ
كانت تتمنى أن يثني على جمالها ....هل هناك امرأة في الكون ترى أنها غير جميلة ...
توجهت إلى طاولة تقبع وسط الغرفة أخذت منها قطعة شوكولاته وتوجهت بها إلى فمه مباشرة ... أخذ منها الشوكة وأكلها بنفسه... إرتبكت قليلا ثم توجهت إلى أطقم الذهب التي صفت بعناية فوق الكامدينة ....
ـ نورة
ـ هذه أختي الكبرى
ـ هيلة
ـ أصغر منها
ـ زينب
ـ أصغر
ـ أسماء
ـ زوجة أخي صالح
ـ مريم
ـ هذه زوجتي ... أم إبراهيم
أمسكت به لمدة قصيرة
ـ والله ... ذوقها لك عليه .
ـ أنا من اخترته لا هي .
تلعثمت ثم أخذت الطقم الذي يليه
ـ شريفة


في صباح اليوم التالي .... يحك رأسه بكسل ... يتمطى على السرير .... يلتفت نحو بدرية .... إنها تغط في نوم عميق ... لقد نام وتركها ليلة البارحة .... ولم تنم إلا بعد الفجر .... يرن الهاتف ...أمه تدعوه إلى أن يأخذ القهوة والإفطار الذي أعدتهما مريم .... قهوة عربية بهيلها الذي يلج في الأنف بلا استئذان ... وصحن تمر مكنوز من النوع السكري ... وأمه متكئة على الأريكة بغلالتها ووجها الطاهر وكحل عينيها المتبقي من ليل الأمس ....جاءت مريم تمشي على استحياء وهي تحمل في يديها سلتين سلمت عليه وباركت له ..... بالرغم من شعثها إلا أنها كانت أجمل بكثير ممن استدبرها ظهره ..
غمزته أمه بيدها ...
ـ هل تود البقاء هنا ... إذهب بالسلتين إلى زوجتك فربما تكون بانتظارك ..
ـ يعلم الله أني لا أريد الذهاب ...
قالها وهو ينظر إلى مريم ... وحاولت أن تخفي ابتسامة لاحت على وجهها
ما أضعف المرأة ... وما أجملها بهذا الضعف ... كيف ابتسمت لمجرد كلمة ونسيت كيف أغتيلت ليلة البارحة
تكره كثير من النساء زواج أزواجهن بسبب ما يلاقينه من النساء الأخريات .... فالمرأة عدوة المرأة وما الرجل إلا سبب للعداوة .... في جلسات كثيرة تبدأ النساء بالغمز واللمز بمجرد أن تسلمهن ظهرها.. فلولا أن تخرج النساء ما في أعماقهن لهلكن ....

عام مضى ... قلبت هذه المرأة فيه كيان البيت ... تعودت على عيشة الأغنياء ... كانت تستقبل ضيفاتها في البيت الكبير ... وتسخر مزنة وأروى لخدمتها وخدمة ضيوفها ....وتزجرهن إذا لم يستجبن ... أو تشكي حالها لزوجها والذي يرى أن على بناته معاملتها كأمهن .... وإن كانت لا تساوي ظفر أمهن ... خصوصا وهي تدلف في شهرها التاسع ...

في صبيحة نهاركسول دخلت مزنة إلى أمها وهي تغسل الملابس وقد شمرت عن ثوبها ...
ـ أمي لدي بشارة لك ...
ـ خير ؟
ـ خالتي بدرية أنجبت بنت
ألقت بالثياب على الماء فطش على وجهها ووجه مزنة
فضحكتا ...
ـ مزنة ؟ هل تبشرينني بأنها ولدت ؟... أم لأن المولودة أنثى ؟
غمزت مزنة وأشارت بأصبعها الإبهام ... وهي تميل جسدها
ـ الثانية
ـ لا يا مزنة ... يبقى أنه والدك
ـ لكنني أريد الولد منك لا منها ... ثم إن الجميع سيعلمون أنه لا دخل لك بذلك ..
عاودت الغسيل مرة آخرى وتمتمت
ـ هم يعلمون ... لكن ما باليد حيلة

البقية تأتي .........[/CENTER]
أديب الواصل غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)