بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عالم بنات ... بنات

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-11-2006, 11:40 PM   #27
أديب الواصل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 59
عالم بنات ..... بنات
= 9 =


عالم البنات يزداد ... إنها الثامنة ... هل بدأت بدرية تقترف الذنب ... ليس لمريم من ذنب ... ولا لمحمد ... ليس ثمة ذنب أصلا .

في الصباح تنزل بدرية ابنتها الوحيدة عند جدتها وتذهب إلى المدرسة ... فتتولى رعايتها مريم مع بناتها الصغار ... الرعاية باسم الجدة ولا منة لمريم ...

في أحد المساءات الحزينة نزلت مريم بعد أن صلت المغرب بوقت ليس بالقصير ... أصاخت السمع وهي تنزل من الدرج فسمعت أصواتا وضحكات نسائية ... ثم أطلت برأسها فرأت قبالتها بدرية والجوهرة وخالتها وضيفتان لم تتبين إلا جانب إحداهما...
إنهن ضيوفا للعائلة بكاملها وإلا لما جلست معهما خالتها والجوهرة ...
الجوهرة !!! ...
ما الذي أجلسها معهم وهي المنطوية على نفسها ... ففي يومها تكون قابعة في غرفتها إما تقرأ أو تصحح واجبات الطالبات أو تتصفح مواقع الإنترنت ... حتى أنها لا تطيق دخول بناتها إليها ولا تحب ملاعبتهن أو الحديث معهن إلا عندما تحتاج مزنة في كتابة شئ ما في الحاسوب ...

لم تحتج إلى أن تصعد لغرفتها فتتزين فقد كانت جميلة على الدوام ...
قطعت ما تبقى من عتب الدرج بسرعة وألقت التحية ... مدت يدها لتسلم على الضيفة الأولى ... تصفحت وجهها ... ارتبكت ... تمالكت نفسها ... إنهما هما ... ما تزال صورتيهما محفورة في ذاكرتها .... رغم السنوات التي فرقت بينهما ... ورغم المدة القصيرة التي عاشت فيها معهم في بيت واحد وتحت سقف واحد ...
ـ كيف حالك يا مريم ؟
قالتها المرأة الكبيرة ... فنغزتها ابنتها من طرف خفي ... والجوهرة بعرجتها البينة تسكب القهوة في فنجاني الضيفتان
ـ الحمدلله
التفتت الجدة إليهما
ـ هل تعرفان مريم .
ـ نعم جاورونا لفترة قصيرة ... في الحي ثم انتقلوا بسرعة
القت الابنة هذه الكلمات على عجل وصرفتهما إلى موضوع آخر

لم تستطع مريم أن تستوعب الموقف . ما الذي جاء بهما ... ولماذا أخفوا الحقيقة... وما الذي أجلس الجوهرة معهم ... ولماذا كانت خفيفة وتخدم الضيوف بشكل لم يكن له مثيل في السابق .... وما علاقتهم ببدرية فقد كانت حكاياتهم تدل على معرفتهم المسبقة لها ... يكاد رأسها ينفجر من جراء تكرار هذه الأسئلة على رأسها ...
حتى جاءت أروى إليها ... لتخبرها أن عمتها الجوهرة تطلبها في غرفتها لأمر هام


سحبت كرسيا قصيا وجلست قبالة الجوهرة التي كانت تجلس على كرسي طاولة الحاسوب ... القت مريم نظرة على شاشة الحاسوب كان فيها شاشة التوقف جميلة قبل أن تغلقه الجوهرة ... ثم التفتت إلى مريم وهي تصلح جانب شعرها الأيمن بارتباك واضح ....
ـ الحقيقة يامريم ... أنك أكثر من أختي وأود إخبارك بأمر هام ... يهمني أنا بالطبع .
ـ ما يهمك يهمنا جميعا .
ـ نعم ... الحقيقة أن الضيوف اللذين كانوا هنا قبل العشاء ... جاءوا لخطبتي
ـ خطبتك !!!
لم تقل مبروك ... الله يتمم بخير ... فرحت لك كثيرا ... لم تقل شيئا من ذلك شردت كثيرا ... ما أصغر الدنيا.... تذكرت ولدا لهم كان بالمرحلة المتوسطة عندما كانت عندهم .... حاولت أن تذكر اسمه لم تستطع ! لا بد وأنه هو ... لكن الجوهرة أكبر منه وهو صحيح معافى ... ربما أنه لم يتوظف ويطمع بمرتب هذه المسكينة .
ـ ما اسم الخاطب
ـ سالم ... هو كبير بالسن قليلا ومطلق ... لكن لا بأس .... اخته التي جاءت اليوم صديقة لبدرية

خرجت مريم مسرعة واضعة يدها على فمها ... وعيون الجوهرة تلاحقها باستغراب ...
ـ مريم .. مريم ... مريم
تقيأت في المغسلة المجاورة لغرفة الجوهرة ... وهرعت إلى غرفتها وهي تبكي ... إنها مصيبة جديدة ... سالم ... سالم ...
تذكرته كما هو .... كأنه واقف أمامها ...بوجهه الضخم ... وعينيه الغائرتين ... وأنفه الكبير ... بفتحتين صغيرتين جدا ...ولحيته الدائرية على ذقنه ... وكرشه الكبير .... وكل هذا يهون مقابل أخلاقه الدنيئة ... وشفافية دينه ... وثقل دمه ... وسوء طويته

بكت على تعاسة حظ هذه المسكينة ... أكثر مما بكت على نفسها ... هل تقول للجوهرة أنه زوجها السابق فتحطم أحلامها .... وهل سيخفى الأمر على الدوام ... فزوجها يعرف اسم زوجها السابق ... تركت الأمر للأقدار ... وسلمت كل شئ لله .
كانت الجوهرة فراشة ... إلا أنها ماتت في شرنقتها ... كانت مصرة على الزواج منه وهي معذورة في هذا فلم يطرق بابها خاطب قبل اليوم وهي المشلولة العرجاء وفهد وصالح كانا معها في ذلك ... ومحمد في الضفة الأخرى فكيف يضع يده بيد زوج زوجته السابق وهي التي لم تر منه أي حسنة يمكن ذكرها غير أنه كائن حي ... عبثا حاولوا إقناعه وأن ظل الرجل أفضل من ظل الجدار ....

وتمادى محمد في تهوره وغيرته حتى اتهم مريم بإيعاز من بدرية أنها هي من اتصل عليهم ليخبرهم بأن لديهم بنت عائبة لم تتزوج ... وأنها هي من رتبت هذه الخطبة ... كل ذلك لتنتقم منه حينما تزوج بغيرها ... لم تطق مريم صبرا وهي ترى زوجها الذي أحبته غير زوجها فقد تحول إلى شئ آخر ... لكن إلى أين تذهب وهي التي ليس لها غير هذا البيت ....

حتى عرضت شريفة عليها أن تأتي عندها هي وبناتها ... وأكدت عليها أن لا ترجع حتى يعرف محمد قيمتها ... كل ذلك بمباركة من زوج شريفة .

استطاع محمد أن يقنع الجوهرة واخوته ... بسوء سالم بغض النظر عن كونه زوجا سابقا لمريم . وهو الذي لم تطقه ثلاث نساء بعد مريم .


الفصل الأخير بعد ساعتين من الآن
أديب الواصل غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)