مع احترامي للكاتب الأصلي وللناقل إلا أن فيما ذكره تنطعاً واضحاً في محاولة ليّ الآيات إلى ما يريد , وذلك أن ماذكره لا تسنده اللغة , بل يعارضه القرآن في مواضع أخرى , فقد ذكر الكاتب أن الاشتهاء فقط جاء للطير ولم يأت للفواكه مما يدل على أن الطير سينقرض , فأقول له : ماذا تقول في قوله تعالى : {وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ} (22) سورة الطور , وقوله تعالى :{وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} (42) سورة المرسلات فجاء الاشتهاء للفواكه في موضعين من القرآن , فهل الفواكه ستنقرض أيضاً ؟؟؟؟ بل جاء الاشتهاء عاما لكل ما في الجنة من نعيم قال تعالى :{يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (71) سورة الزخرف , فهل سيقول الكاتب إن الاشتهاء هنا في آية الزخرف خاص بالطيور .
كما أن المراد بالاشتهاء في اللغة هوحب الشيء والرغبة فيه جاء في لسان العرب :
( وشَهِيَ الشيءَ وشَهاهُ يَشْهاهُ شَهْوَةً واشْتَهاهُ وتَشَهّاهُ:أَحَبَّه ورَغِب فيه ) , وذكر بعض المفسرين أن معنى ما يشتهون أي بمجرد أن ترغبه أنفسهم وتريده يكون موجودا وبمتناول أيديهم , بعكس الدنيا فقد تشتهي شيئاً في الدنيا فلا يحصل لك . والله أعلم
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|