|
|
|
01-10-2007, 05:23 AM | #183 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
|
عودا بعد انقطاع ..
أرجع لكلام المتزن: في نسبة الأقوال التي أثارها تشويشا وأنها ليست صريحة الدلالة وجعلنا في دائرة لاثالث لها ــ هداه الله ــ : قال:
[/quote] هذا كلام أخي المتزن معلقا ومنتقدا بعض كلامي الذي تقدمت كتابته وهو مقال طويل أقص مايخصنا هنا حيث قلت فيه : [quote]
الجواب عندي اثنان : الجواب الأول : أن مايروى عن السلف ليس لك به قبيل ولادبير إذا لم يقبله فهمك وذوقك فما فائدة اعتراضك في أصل لاترتضية ونويت أن أحشد نصوصا كثيرة عن السلف في هذا ولكني تراجعت لأمرين : ضيق الوقت الشريف وثانيا : أنها لاتساوي شيئا عند المتزن فهي مثل (المسحاة مع البدو) كما يقول العوام حيث أن البادية يقل فيهم حب الزرع أما القراء المتابعون فقد ذكرنا ما يكفي ويشفي. الجواب الثاني: أما الأوزاعي فقد كفاني مؤنة الرد فيه أخي برق1واضيف هنا أن ابن رجب في شرح الاربعين في معرض كلام له عن الكبائر والإصرار ج 1 ص165 ** أما الإمام أحمد فبجمع النصوص عن الأئمة تتضح الصورة وأنا اخترت لك نصا ربما كانت دلالته أقل وضوحا لأن مانقل عن حبر الامة وأنس فيه كفاية ومع ذلك ما انقله لك الآن وهو أنه كثر أن ينقل الأصحاب الحنابلة أن مذهب أحمد هذا قال في الإقناع ج4 ص505(ومن الكبائر .....والإصرار على العصيان) ونحوه في المغني ج14 ص 151وكذا في الإنصاف في ذكر الفسق وغيرها. ** أما ابن المبارك: فقد ذكره شيخ الإسلام ضمنا في المصدر أعلاه وإن كانت دلالته غير واضحة لك فضع بدلا عنه أحد أعلام السلف المشاهير بل هو أجل من ابن المبارك ألا وهو قتادة وهناك رجل من السلف الزهاد أيضا وهو سهل التستري فهل يرضى المتزن باثنين بدلا لواحد : قال الطبري: ** 7857- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"ولم يصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون"، فإياكم والإصرار، فإنما هلك المصرُّون، الماضون قُدُمًا، لا تنهاهم مخافة الله عن حرام حرَّمه الله عليهم، ولا يتوبون من ذنب أصابوه، حتى أتاهم الموتُ وهم على ذلك.) وقال القرطبي في تفسيره: ج 4ص 211عن سهل التستري : ** قال سهل بن عبد الله: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصر هالك، والاصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدا، وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدا وغدا لا يملكه !. ثم قال القرطبي : وقول سهل أحسن .) وأنت تعلم أن الهلاك لايكون بصغيرة بلا إصرار إن شاء الله. وهنا أثبت بعض النصوص عن بعض العلماء تثبت أن المذاهب الأربعة على هذا القول : **الحنابلة : سبق النقل عنهم . **المالكية قال الشاطبي كما في مختصر كتاب الاعتصام ج1 ص 74 اختصار الشيخ علوي السقاف : والإصرار علىى الصغيرة يصيرها كبيرة، ولذلك قالوا: ((لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار)) **أما الأحناف: قال الكاساني في البدائع: ج5 ص401 ((و الأصل في هذا الفصل : أن من ارتكب جريمة فإن كانت من الكبائر سقطت عدالته إلا أن يتوب فإن لم تكن من الكبائر : فإن أصبر عليها و اعتاد ذلك فكذلك لأن الصغيرة بالإصرار عليها تصير كبيرة)) **أما الشافعية: قال النووي في الروضة ج4ص 164: ((وأما الصغائر فلا يشترط اجتنابها بالكلية لكن يشترط أن لا يصر عليها فإن أصر كان الإصرار كارتكاب كبيرة) عذرا على الإطالة لدفع لقالة التشويش التي أثارها المتزن علينا.
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه : ( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا) أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01-10-2007, 03:08 PM | #184 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
أهلاً وسهلاً بك أخي دكتور الإصرار هو الاستقرار أو المداومة على فعل الشيء مع العزم على ذلك . يعني : الإصرار لا يكون إصراراً إلا بتحقق هذين الشرطين : 1- المداومة على فعل الذنب ( وهذا يعني التكرار ) . 2- العزم على الاستمرار باقتراف الذنب ( والعزم أمر قلبي ) . وبناءً على ذلك : نقول بأنه لا يلزم من تكرار الذنب وحده , أن نعتبره إصراراً على كل حال .. فهناك من يكرر الذنب دون عزم قلبي على ذلك , أو قد يندم ويرجع , أو غير ذلك . المهم أنه لا يلزم من تكرار فعل الذنب وحده أن نعتبره إصراراً على كل حال . كما نقول بأنه لا يلزم من وجود العزم القلبي - وحده - على فعل الذنب , أن نعتبره إصراراً أبداً .. فالعزم على فعل السيئة لا يمكن اعتباره إصراراً عليها ما دام لم يترجم هذا العزم القلبي إلى فعل بجوارحه . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل , فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها , وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها , فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها " وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل " وهذان الحديثان يدلان على أن العزم القلبي وحده لا يمكن اعتباره إصراراً ما دام غير مقرون بالقول أو الفعل والعمل . أتمنى أن أكون قد وُفقتُ في توضيح هذه المسألة , كما أتمنى أن يكون ما قلتـُه واضحاً لجميع الأخوة ( خصوصاً أخي برق1 الذي أخطأ في حصره الإصرار فقط بالعزم القلبي ) وتقبل تحياتي 00 المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
|||||||||||||||||||||||
01-10-2007, 03:16 PM | #185 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
وصلت الرسالة أخي العزيز ميمون ( بل هي واصلة قبل مداخلتك هذه ) .. لكن أتمنى أن تصل رسالتك للأخوة وتقبل تحياتي 00 المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
|||||||||||||||||||||||
01-10-2007, 03:37 PM | #186 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
أرجو ألا نرجع إلى المربع الأول يا أبا عمر سبق وأن ختمتُ واختصرتُ خلافنا بما يلي : أنا أقول : صغيرة + إصرار = 2 وأنت تقول : صغيرة + إصرار = 1 والآن أنت تقول بأن الإصرار على المعصية - أياً كان نوعها - هو بحد ذاته كبيرة .. ولكن استشكالك في تعلق الإصرار بالذنب . ولتقريب الصورة أعطيك هذا المثال : النظر إلى النساء صغيرة .. لكن لو أدى النظر إلى النساء إلى الزنى ( الذي هو كبيرة ) , فهل نقول إن النظر إلى النساء أصبح كبيرة لتعلق الزنى به ؟؟!! أعتقد أنك لا تقول بذلك . إذن : بما أنك تعتبر الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) ذنباً مستقلاً وتراه بحد ذاته كبيرة , فلماذا لا تظل على هذا الفصل والتمييز بين ذنب الصغيرة وذنب الإصرار عليها لئلا تقع في اللوازم ؟؟! وتقبل تحياتي 00 المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
|||||||||||||||||||||||
01-10-2007, 09:00 PM | #187 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
ألم أقل لك إنك لم تفهم المسألة جيداً ، فأهم شيء عندي أن النتيجة واحدة فمن يقول إن الصغيرة مع الإصرار تصبح كبيرة لا فرق بينه ومن يقول إن الإصرار على الصغيرة كبيرة .
هذا كله لبيان المسألة لك أنت ، وأما نحن فيكفينا قول ثلاثة من الصحابة ( لا صغيرة مع الإصرار ) ولكنك لا تأخذ به ولذلك طال الموضوع بلا نتيجة . ولا داعي للتكرار . وعلى العموم : أنا غير موجود بقية هذا الشهر الفضيل إلى بعد العيد إن شاء الله ، وقد لا أدخل المنتدى بعد هذا الرد إلا بعد العيد إن أحيانا الله أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يرزقنا الهداية والرشاد . وهذه دعوة في هذا الموضوع إلى تصفية النفوس ، والتذكير بأن الخلاف لا يفسد للود قضية وأننا إخوة تحت ملة واحدة وتحت عقيدة واحدة فلا داعي للمناوشات والبغضاء ، فإن أخطأ المتزن فكلنا نخطئ وجل من لا يخطئ . وأذكر المتزن أن خلافنا معه ليس في هذه المسألة فقط بل الخلاف أكبر من ذلك ، فالخلاف في المنهج فالمتزن لا منهج واضح يسير عليه في طريقته ، بل يظن أن مجرد تمسكه برأيه وعدم تراجعه للحق يظن أن ذلك انتصاراً له ، وليس كذلك بل المنهج السليم هو الرجوع للحق ، والدليل على أن المتزن لا يريد إلا التمسك برأيه أنه تقلب وتخبط في أثر ابن عباس ( لا صغيرة مع الإصرار ) عدة تقلبات ومراحل تقدم بيانها كل ذلك لكي يتمسك برأيه . والخلل في منهجه يتعلق بأنه يخالف الأئمة الأربعة في ( حجية قول الصحابي ) فهو يرى أن قول الصحابي ليس بحجة في مسائل الدين ! ! فهل تظن يا أبا فهد أنك تبلغ الحق بينما صحابة رسول الله لم يبلغوا ذلك ! وغير ذلك من التخبطات التي يقع فيها بسبب أنه يظن مسائل الدين سهلة يتقنها كل واحد ، ولذلك وجدنا التطاول على العلماء وتخطئتهم بكل سهولة وهم رجال ونحن رجال ! فأتمنى منك يا أبا فهد مراجعة نفسك والتأمل في منهجك وأن تطلب العلم على العلماء إن كنت تريد العلم أما التكلم والتعالم فالكل يتقنه ولكنه يظهر عوارك وجهلك للناس بينما لا فائدة تستحق قد تفيد بها الناس . أكتفي بهذه الكلمات وقد لا أعود إلا بعد العيد إن كان بالعود للموضوع فائدة وزيادة . وأعتذر في النهاية لصاحب الموضوع المتزن إن كنت مخطئاً بحقه .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
|||||||||||||||||||||||
01-10-2007, 11:41 PM | #188 | |||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أظنه قد حان وقت الحوار القصير الآن , وطرح بعض الأسئلة عليك يا أبا فهد :
مادمت قد جعلت التكرار من شروط الإصرار , وقلت بأن الإصرار لا يكون إصرارا إلا به . فما قولك بقولنا : " حاولت أن أثني زيدا عن السفر فأصّر عليه " هل هنا تكرار ؟ أم أنك لا ترى موقف زيد إصرارا ؟! أم أن هذا ليس بفصيح موافق للغة العرب ؟ أنتظر إفادتك . ليتسنى لي وضع تساؤل آخر . .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 01-10-2007 الساعة 11:51 PM. |
|||||||||||||||||||||||
02-10-2007, 05:12 AM | #189 | |||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
|
أيضا خطأ آخر علمي عند المتزن غير (قول السلف ) وقد كنت أود من أحد الاخوة أن ينبه عليه لضيق الوقت: ..
وهذا الخطأ كرره مرارا آخرها قوله: [
. يعني أي عزم في القلب مالم يتحول إلى فعل في الجوارح فلا مؤاخذه عليه وهذا يرد عليه إشكال له نصوص. إذا كان هذا رأيك : فماذا تقول بهذا الحديث الذي أخرجه البخاري برقم:6875 - عن ابي بكرة قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ « إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ » . فهذا المقتول عزم ولم يفعل ومع ذلك حكم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار فماذا أنت قائل ؟ وماذا تقول بقوله تعالى : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) في الحج قال ابن مسعود: لو أن رجلا هم فيه بإلحاد وهو بعدن أبين(التي في اليمن) لأذاقه الله عذابا أليما. أخرجه أحمد428/1وصححه الحاكم وقال على شرط مسلم ، والذهبي ، وصححه أبن كثير وقال: على شرط البخاري وأحمد شاكر.يراجع للاستزاده التفسير الصحيح للشيخ حكمت ياسين ج3 ص 409 هذا رجل عزم على الإلحاد في الحرم ومع ذلك توعده الله وهو أيضا لم يفعل فقط أراد. واعلم أن للعلماء جمعا بين هذه النصوص والنصوص التي ذكرت يحل هذا الإشكال ، ولكن قولك يلغي النصوص الأخرى فماذا أنت قائل بذلك ؟ وللك فائق التحية.
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه : ( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا) أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809 |
|||||||||||||||||||
02-10-2007, 02:57 PM | #190 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
|
إضافة :
وقوله تعالى : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة....)هذا فعل قلبي لم يترجم إلى فاحشة في الجوارح ، فقط أحب فماذا أنت قائل؟ والادلة كثيرة. فكلامك هذا ــ أخي الحبيب ــ غير مستقيم. اللهم اجعلنا من المقبولين.
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه : ( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا) أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809 |
03-10-2007, 05:30 PM | #191 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
أخي الكريم / برق1
سأركز في ردي عليك على معنى الإصرار : أولاً : لم أجدك ذكرتَ أحداً من علماء السلف قال بمثل ما قلتَ في تعريفك للإصرار ونفيك الكامل لدخول تكرار فعل الصغيرة في معنى الإصرار !! بل أنت تستشهد إما بكلام لا يدل على نفس مفهومك أو بكلام ينافي مفهومك لتأكيد مفهومك !! كاستشهادك بكلام عمر بن عبد العزيز وعطاء ابن ميسرة الذي لا يدل على مفهومك . وكذلك استشهادك بكلام ابن كثير الذي ينافي مفهومك , إذ هو يقول - حسبما نقلتَ - : " وقوله: { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي: تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلى الله عن قريب ، ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقْلِعِين عنها ، ولو تكرر منهم الذنب تابوا عنه ... " تأمل قوله : " ولم يستمروا على المعصية " .. والاستمرار هنا يعني التكرار طبعاً . فأرجو ألا تتعسف في الاستدلال أخي الفاضل . ثانياً : حصر الإصرار بالفعل فقط , خطأ .. كما أن حصره بالعزم فقط , خطأ . وقد قيل إن هناك نوعان من الإصرار , إصرار فعلي وإصرار حكمي .. فالفعلي هو الدوام على نوع واحد من الذنوب بلا توبة أو الإكثار من جنسها بلا توبة ، والحكمي هو العزم على فعل تلك الصغيرة بعد الفراغ منها . أما مثالك كما في قولهم : " حاولت أن أثني زيداً عن السفر فأصّر عليه " , فهو استخدام لغوي صحيح وإصرار زيد على السفر هنا إصرار قلبي لكنه لا يخلو من فعل مستقبلي لو تأملتَ .. أي أنه إصرار حكمي يتحقق بفعل ما أصر عليه . الزبدة : نعم العزم على فعل الشيء هو إصرار في اللغة , ولكننا هنا نتحدث عن المسألة من جانبها الشرعي وليس من جانبها اللغوي . أي يجب علينا أن نجمع بين المعاني اللغوية لمعنى الإصرار والأدلة الشرعية من القرآن والسنة . وبما أن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ المسلم على ما تحدثه به نفسه ولا يؤاخذه على السيئة إلا إذا عملها ( كما ثبت في السنة ) , فإننا لا يمكن أن نعتبر مجرد انشراح صدر المسلم للذنب إصراراً يجعل الصغيرة كبيرة . ثم إني أتساءل : 1- لو انشرح صدر مسلم لصغيرة من الصغائر في يوم من الأيام ولكنه لم يفعلها أبداً .. فهل هو آثم بانشراح صدره أم لا ؟؟! ( الجواب : بنعم أو لا ) إن كنتَ تعتبره إثماً .. فهل انشراح الصدر هذا من الصغائر أم من الكبائر ؟؟!! وهل الأعمال الصالحة تكفر هذا الذنب أم لا ؟؟! 2- لو افترضنا أن رجلاً فعل صغيرة من الصغائر للمرة الأولى , وانشرح صدره لها قبل وبعد أن انتهى منها ولكنه لم يفعلها مرة ثانية .. فهل تصبح هذه الصغيرة بحقه كبيرة ؟؟! ( الجواب : بنعم أو لا ) إن قلت : لا , فنحن متفقان .. وإن قلت : نعم , وتلزمه التوبة والندم حتى تغتفر تلك الصغيرة .. فأقول التوبة من ماذا ؟؟!! هل التوبة من الصغيرة .. أم من انشراح الصدر ؟؟!! إن كنت تشترط التوبة من الصغيرة حتى تغتفر , فنقول لك : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لنا ما يكفر الصغائر غير التوبة وهي الأعمال الصالحة . وإن كنت تشترط التوبة من انشراح الصدر حتى يغتفر الذنب نفسه , فنقول لك : وهل المسلمون مؤاخذون على ما في قلوبهم فيما هو من عمل الجوارح ؟؟!! ثم أليس فاعل الصغيرة لا يفعلها إلا وصدره منشرحاً لها ؟؟!! نعم , انشراح الصدر لفعل الذنب مذموم مستقبح بحد ذاته حتى وإن لم يفعل الذنب , لأنه قد يؤدي إلى استسهال الذنوب والمعاصي ومن ثم الوقوع في الكبائر بل وأعظم من ذلك لا قدر الله , لكنه بحد ذاته ليس إصراراً بل ولا ذنباً يعاقب عليه المسلم ما دام لم يعمل الذنب , إلا إذا كان الذنب من أعمال القلوب أصلاً وليس من أعمال الجوارح . والله أعلى وأعلم . أكتفي بهذا , وأسأل الله أن أكون قد وُفقتُ فيما قلتُ . وتقبل تحياتي 00 المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
04-10-2007, 05:44 AM | #192 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
|
أخي المتزن: أرجو أن تسارع لفهم شئ أسمه ( فعل القلب ) راجع بعض الكتب ...
وفعل القلب يكون في الحسنات والسئات وهذا ما أظنه فاتك فحصل لخبطه فهما وتصورا ..... وفي النهاية تناقضا . أرجو التأمل في النصوص السابقة التي ذكرتها. وهناك مثلها الطاعات التي هي حسنات ليس لها فعل في الجوارح : مثل الإخلاص ، التوكل ، الحب ، الخشية ، الإنابة ، الإرادة.... فحتى لايطول الكلام يجب تأمل ذلك . .. ولك خالص الدعوة بأن الله يتقبل منا ومنكم .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه : ( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا) أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809 |
05-10-2007, 02:18 AM | #193 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ما دمت قررت أن قولنا : " حاولت أن أثني زيدا عن السفر فأصر عليه " قول صحيح موافق للغة العرب فهو إذن دليل مؤكد على أن التكرار ليس شرطا للإصرار . لكنك احتججت بأننا أمام مصطلح شرعي لا لغوي ! والذي تعلمه أنت أن المصطلحات الشرعية لا يمكن أن تخالف لغة العرب , وقد كنت أنت احتججت على تفسيرك الخاطئ لقول ابن عباس رضي اله عنه بأن تفسيرك لم يخالف لغة لعرب , وهو ما يدل على علمك بضابط المصطلح الشرعي من عدم مخالفة لغة العرب فلا يمكن أن نجعل التكرار شرطا لا يكون الإصرار إلا به بينما في لغة العرب لم يشترط هذا وإنما الذي يحدث أن المصطلح الشرعي قد يقتصر على أحد معاني المصطلح اللغوي , ولا يوجد اشتراط للتكرار في أي معنى لغوي لكلمة (( إصرار ))) . ============================================== لندخل الآن إلى أصل المسألة شيئا فشيئا لدي بعض التساؤلات أحب أن توضح لي رأيك بها : 1- ما دمت ترى أن الصغيرة تكفر حتما بالصلوات الخمس وغيرها من المكفرات , حتى مع الإصرار , وعدم التوبة فما تفسيرك لكلمة ((( لا تغترّوا ))) التي في البخاري ومسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه ) . قال وقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا تغتروا ) قال البخاري : " ( لا تغتروا ) أي بهذه المغفرة وتعتمدوا عليها فتجسروا على الذنوب " ما تفسيرك أنت ؟ ومن سلفك بهذا التفسير ؟ وتنبه إلى أنه صلى الله عليه وسلم شمل كل ذنب بالمغفرة . 2- ما تفسيرك لتحذيره صلى الله عليه وسلم لعائشة من ارتكاب (( الصغائر )) بقوله : " يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا " ؟ مع التنبه إلى أن عائشة تأتي بكل المكفرات التي ترى أنت أنها تغفربها الصغائر حتما دون ندم أو توبة . 3- ما قولك في شخص نظر إلى امرأة أجنبية أعجبه جسمها , وهو يعلم بحرمة هذا لكنه يقول في نفسه : " حتى لو عذبني الله فلا مشكلة عندي , فالمهم أن أستمتع بالنظر إليها , وليفعل الله ما يريد لا أبالي " ثم هو لم يندم على فعله ولم بستغفر . بل ظل مستمتعا بما شاهد لا يقلع عنه غير خائف من العقوبة ولا راج للمغفرة . هل ترى أن إثمه هذا يكفّر حتما بالصغائر ؟! أنتظر رأيك فيما سبق لأكمل الحديث إليك . ===================================== والأن إلى الرد على تساؤلاتك :
يبدو أن معانيها قد فاتتك حتى وهمت أنها تعارض كلامي أو لا تدل عليه أكتفي ببيان معنى نص ابن كثير الذي نقلته أنت من تعقيبي لتستدل على أنه معارض لكلامي !!! ابن كثير هنا يدعو إلى الاستغفار والتوبة من المعصية وعدم البقاء عليها دون ندم , والدليل الذي لا يخفى ولا يقبل الشك أنه قال في آخر النص : " ولو تكررر منهم الذنب تابوا عنه "لاحظ جيدا : ولو ((( تكررر ))) فلم يجعل ابن كثير تكرر الذنب إصرارا ما دام مقرونا بالندم والتوبة ! فكيف يفوت هذا على مثلك ؟!
كلامك صحيح حسب علمي .
شكرا لهذه الفائدة القيّمة .
نعم , هو آثم وأزيدك (( كل ))) حديث نفس حسب علمي صغر أو كبر يؤاخذ عليه الشخص ما لم يتب منه ويقلع عنه . وهو كغيره إثم يتطلب التوبة , ولا تكفره المكفرات دون إقلاع وتوبة .
نعم تصبح كبيرة . ولعل فهمك لمعنى الانشراح الوارد بكلامي غير ما أريد به أنا. فقد أخذت هذا اللفظ وحده من عبارة طويلة توضح قصدي به. فالذي أعنيه بالانشراح كما أسلفت لك , ألا يصاحب عزمه على فعل الصغيرة حياء من الله أو توجّس الخوف من غضبه أو عقابه , فهو يقبل عليها غير عابئ بالله وعقابه ولسان حاله يقول إن شئت يا رب فعاقبني فلا أبالس , فالمهم عندي أن أستمتع بهذه المعصية , وبعد اللمعصية لا يندم ولا يستغفر أو يتوب بل يظل على الحال التي كان عليها عند العزم والمقارفة .هذا هو الانشراح الذي أعني .
التوبة تكون من الصغيرة ومن الانشراح كليهما .
نصوص الشرع تؤخذ كاملة لا نأخذ حكما من نص واحد ونهمل النصوص الأخرى في المسألة ذاتها . فرسول الله صلى اله عليه وسلم ذكر لنا المكفرات بصفتها داعم لطلب المغفرة وليست الوحيدة بل يشترط معها أمور منها مثلا الإسلام , والتوبة , والرجاء والخوف من الله , وإلا فلا بشارة ولو لم يكن الأمر كذلك لكنّا نأخذ قول الله تعالى في الحديث القدسي كما عند مسلم : " ... ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة " فانظر هنا , لا يشترط استغفار ولا حتى فعل المكفرات , وليس الأمر خاصا بالصغائر ! بل تدخل هنا الكبائر , ومع هذا فكل مسلم سيغفر له ما دام لم يشرك فقط !!!!!هل نقول للناس لا تصلوا ولا تصوموا ولا تفعلوا المكفرات أبدا فما دمتم مؤمنين بالله وحده لا تشركون به أحدا فأنتم مغفور لكم ؟! نصوص الوعد والوعيد يا أخي تؤخذ بشمولها ولا تجزأ متفردة وإلا لضاع كل الدين .
نعم المسلمون مؤاخذون على ما حدّثتهم به نفوسهم , ما لم يقلعوا ويتوبوا . وأنت أكدت شيئا من هذا بذكرك المؤاخذة على أعمال القلوب ! فالمرء مؤاخذ عندما يظن في نفسه أن الله ظالم . تعالى الله عن هذا علوا كبيرا مثال : مسلم يحدّث نفسه أن يعاند الله ويتحداه بالمعصية مؤاخذ إلا أن يتوب من هذا الشعور . والمرء يتمنى المعصية ويقيم على أمنيته ويرجو تحققها لا يراعي ربه ولا يستحضره في قلبه , ولكنه لم يتمكن من تحقيقها , كمن يترصد امرأة حسناء أجنبية عنه كل وقت ليراها ويستمتع بها لكنه لم يستطع مصادفتها وما يزال مقيما على هذا حتى توفاه الله . فهذا مؤاخذ إلا أن يغفر الله له . أما الذي لا نؤاخذ به أن نهم بمعصية ونحدث أنفسنا بفعلها , ثم لا نلبث أن نتذكر ونقلع قبل أن نعمل , فهذا الحديث النفسي هو ما وردت البشارة بعدم المؤاخذة عليه , بل والثواب على الإقلاع . وعليه فنفهم من قوله صلى اللله عليه وسلم بعدم المؤاخذة بما حدثتنا به نفوسنا أنه إن كان اعتقادا غفر بالتوبة كأي عمل , وإن كان إرادة معصية (((( لم ))) تسجّل علينا المعصية التي هممنا بها حتى نفعلها , ويغفر الله هذا العزم الذي تركناه وتبنا منه . وانظر قوله تعالى في الحديث القدسي عند مسلم : "قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ( وهو أبصر به ) فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي " انظر ! قال (( تركها )) إذن هو تركها , ولم يعجز عنها وظل يترصد لتحصيلها . ثم انظر قوله تعالى (( تركها من جرّاي )) أي من أجلي لا لأبس سبب آخر , وهذه هي التوبة . فهذا الحديث يُخصّص أي حديث عام اللفظ في هذه المسألة .. .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 05-10-2007 الساعة 02:32 AM. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-10-2007, 03:45 AM | #194 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: المملكة
المشاركات: 274
|
شكرا لك
__________________
إن قوى هائلة تعمل على تحطيم هذا الجيل،
وتفتيت قدراته وكانت قبل مقصورة على العدو الخارجي أما اليوم فقد وجدت لها مرتكزات، لا تحصى في الداخل وإن ارتباط مستقبل هذا الجيل صعودا أو هبوطا بمدى التزامه هداية الإسلام، أو إعراضه عنه. إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى وغيرهم إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد. اللواء الركن ((محمود شيت خطاب)) رحمه الله تعالى... |
05-10-2007, 06:56 PM | #195 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
أخي الكريم / تأبط رأياً
مازلتَ تخلط بين المسائل وتتخبط في الاحتجاج والاستدلال !! فأنا طلبتُ منك أن تذكر لي قولاً لأحد من علماء السلف يقول فيه ( بالنص ) : " إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة أو يجعلها كبيرة " , ولم تذكر لي شيئاً من ذلك . بل أحضرتَ لنا من أقوال السلف أقوالاً عامة تذم الإصرار على الذنب بحد ذاته , ولم تتطرق هذه الأقوال إلى أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة . أما نقولك عن الكاساني والشاطبي والنووي , فهي نفس ما طلبتُ منك ولكن هؤلاء العلماء ليسوا من علماء السلف . فهل غفلتَ عن أن هؤلاء ليسوا من علماء السلف .. أم تـُراك لم تتأمل كلامي جيداً .. أم ماذا ؟؟؟!!! أرجو أن تتأمل في الألفاظ والعبارات لئلا تقع في الخلط والتخبط في الاحتجاج والاستدلال يا هداك الله . ركز معي : أنا أريد أن تذكر لي ( بالنص ) – لاحظ ( بالنص ) – قولاً لأحد علماء السلف – لاحظ علماء السلف – يقول فيه إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة . وتراي منب أتحدى , ولكني والله لا أعلم أن أحداً من علماء السلف قال بهذه المقولة بنصها . فإن كان ثم , فأفدنا يا رعاك الله ولك الشكر . أما بالنسبة لتساؤلاتك واحتجاجك عليّ ببعض النصوص كحديث القاتل والمقتول في النار وغيره , فأتعجب من خلطك بين مسألة العزم على فعل من أفعال القلوب ومسألة العزم على فعل من أفعال الجوارح . لأن أفعال القلوب هي في الأساس قلبية اعتقادية , ومجرد العزم على فعل منها يؤاخذ عليه الإنسان . كالعزم على الكفر أو تكذيب الرسول عليه السلام أو إنكار البعث أو غير ذلك . فمن يعزم على الكفر – مثلاً – , يكفر بعزمه وتصميمه .. إذ الكفر والإيمان عمل قلبي أساساً . أما العزم على فعل من أفعال الجوارح , فقد وقع فيها الخلاف . فمن العلماء من يرى أن العزم على فعل السيئة دون الشروع فيها , لا يؤاخذ عليه العبد . وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري أن هذا القول هو قول الشافعي . وهذا نص كلام ابن حجر : " وقد وجدتُ عن الشافعي ما يوافق ظاهر الخبر , وأن المؤاخذة إنما تقع لمن هم على الشيء فشرع فيه . لا من همّ به ولم يتصل به العمل " انظر شرح الحديث 6491 .. كتاب الرقاق باب من همّ بحسنة أو بسيئة . قال المازري : ذهب ابن الباقلاني – يعني ومن تبعه – إلى أن من عزم على المعصية بقلبه ووطن عليها نفسه أنه يأثم , وحمل الأحاديث الواردة في العفو عمن هم بسيئة ولم يعملها على الخاطر الذي يمر بالقلب ولا يستقر . قال المازري : وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين . وأنقل لك وللأخوين برق1 وأبي عمر القصيمي من كلام ابن حجر في نفس شرحه للحديث أعلاه ما قد يجلي لك ولهما المسألة . " ... المؤاخذة على أعمال القلوب المستقلة بالمعصية لا تستلزم المؤاخذة على عمل القلب بقصد معصية الجارحة إذا لم يعمل المقصود , للفرق بين ما هو بالقصد وما هو بالوسيلة . وقسم بعضهم ما يقع في النفس أقساماً ... أضعفها أن يخطر له ثم يذهب في الحال , وهذا من الوسوسة وهو معفو عنه وهو دون التردد , وفوقه أن يتردد فيه – أي الذنب – فيهمّ به ثم ينفر عنه فيتركه ثم يهمّ به ثم يترك كذلك ولا يستمر على قصده , وهذا هو التردد فيعفى عنه أيضاً , وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر عنه لكن لا يصمم على فعله وهذا هو الهم فيعفى عنه أيضاً , وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر منه بل يصمم على فعله فهذا هو العزم وهو منتهى الهم , وهو على قسمين : القسم الأول : أن يكون من أعمال القلوب صرفاً كالشك في الوحدانية أو النبوة أو البعث فهذا كفر ويعاقب عليه جزماً , ودونه المعصية التي لا تصل إلى الكفر كمن يحب ما يبغض الله ويبغض ما يحبه الله ويحب للمسلم الأذى بغير موجب لذلك , فهذا يأثم ويلتحق به الكبر والعجب والبغي والمكر والحسد , وفي بعض هذا خلاف . القسم الثاني : أن يكون من أعمال الجوارح كالزنا والسرقة فهو الذي وقع فيه النزاع . فذهبت طائفة إلى عدم المؤاخذة بذلك أصلاً , ونقل عن نص الشافعي ... . وذهب كثير من العلماء إلى المؤاخذة بالعزم المصمم , وسأل ابن المبارك سفيان الثوري : أيؤاخذ العبد بما يهم به ؟ قال : إذا جزم بذلك . ... ثم افترق هؤلاء فقالت طائفة : يعاقب عليه صاحبه في الدنيا خاصة , بنحو الهم والغم . وقالت طائفة : بل يعاقب عليه يوم القيامة لكن بالعتاب لا بالعذاب , وهذا قول ابن جريج والربيع بن أنس وطائفة ونسب ذلك إلى ابن عباس أيضاً . " انتهى نص كلام ابن حجر في فتح الباري كتاب الرقاق باب من همّ بحسنة أو بسيئة . أكتفي بهذا , وأسأل الله أن أكون قد وُفقتُ فيما قلتُ . كما أسأله سبحانه أن يهديكم ويصلحكم ويغفر لكم ذهولكم وجرأتكم على اتهامي واستسهالكم التبديع وكأنه شربة ماء زلال !!! وتقبل تحياتي 00 المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
06-10-2007, 12:22 AM | #196 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أخي المتزن :
أراك صرت ترجع إلى كلام العلماء مستدلا به , بينما كنت سابقا تخالفه قائلا إنك لست ملزما بقولهم على قاعدة أنهم بشر وأنت بشر . وهذا خير , ولعله من ظهور الحق لك وليتك كنت متحريّا الدقة في نقلك عن ابن حجر في تعقيبك أعلاه ! فقد أهملت كلاما مهما لفهم كامل المسألة . وعبارتك توهم القارئ بأن ابن حجر يتبنى ما نسبت إليه ! ثم تأمل جيدا ما نقلت لنا من كلام ابن حجر حتى مع تشويهه بالبتر وانحراف المعنى , فهو يؤيد ما ظللنا (( أستاذي تأبط رأيا وأنا )) نقوله لك . وبالمناسبة فحديث القاتل والمقتول في النار وغيره مما أورد لك الأخ تأبط رأيا مما احتج به الحافظ وغيره على المؤاخذة , فما بالك تزعم أن هذه الأحاديث لا تشهد لقول تأبط وأنت ترى الثقات المحققين من العلماء يحتجون به ؟! فقد ذكرت لك بأن العزم على المعصية دون نزوع لأجل الله يؤاخذ عليه , وقد بيّن لك ابن حجر أن غالب العلماء الذين وقع على رأيهم على هذا الرأي ( المؤاخذة ) حيث قال بأن عدم المؤاخذة على العزم على معصية الجوارح هو قول ((( بعض العلماء ))) وأن القول بالمؤاخذة هو قول ((( كثير منهم ))) وهذا زبدة ما ظللت أحدثك عنه وإليك الآن بعض ما ورد بالنص مما لم تذكره هنا لتقف على القول الفصل : ابن حجر يرى أن العازم يؤاخذ ! قال : " فمن عزم على المعصية وصمم عليها كتبت عليه سيئة فإذا عملها كتبت عليه معصية ثانية قال النووي وهذا ظاهر حسن لا مزيد عليه وقد تظاهرت نصوص الشريعة بالمؤاخذة على عزم القلب المستقر كقوله تعالى : : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ } الايَة ، وَقَوْله { اِجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ } وغير ذلك " هذا رأي ابن حجر يا أخي المتزن , وليس ما أوهمتنا عبارتك . وأما كلمة (( وأجيب على القول الأول ..... )) الواردة فيما نقلت فهي حكاية من ابن حجر للخلاف فيورد الرأي ويورد احتجاج المعارض عليه , وليس يحكي رأيه هو أما رأيه فهو الذي ذكرت لك باللون الأزرق ثم انظر في النص نفسه كيف جعل السبكي قول من رأوا المؤاخذة هم المحققون (( المتثبتون المتأكدون المطلعون على تفاصيل المسألة في نصوص الشرع )) وهو ما تركته ولم تنقله لنا قال ابن حجر : " وقال السبكي الكبير الهاجس لا يؤاخذ به إجماعا والخاطر وهو جريان ذلك الهاجس وحديث النفس لا يؤاخذ بهما للحديث المشار إليه والهم وهو قصد فعل المعصية مع التردد لا يؤاخذ به لحديث الباب والعزم وهو قوة ذلك القصد أو الجزم به ورفع التردد قال المحققون يؤاخذ به وقال بعضهم لا واحتج بقول أهل اللغة هم بالشيء عزم عليه وهذا لا يكفي قال ومن أدلة الأول حديث إذا التقى المسلمان بسيفيهما الحديث .... " ثم ذهب يفند حجج من قالوا بأن العازم لا يؤاخذ . أرأيت ؟! هذا مع أن في النص كلاما كثير يشهد لنا لكنّي أكتفي بما نقلت خوف الإطالة بالنقل . وأنا بانتظار أن تجيبني على أسئلتي الثلاثة في تعقبي ( 194 ) .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 06-10-2007 الساعة 12:26 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|