|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
|
*
مساك الله بالخير شيختا هل إضافة النكرة هو تعريف لها كما لو دخلت عليها ال ؟ ثم إن كان كذلك .. هل ينسحب عليها الفريدة أعلاه ؟ *** أبا سليمان قبل أن أقرأ فرائدك .. من الضروري أن تكون ( المهيّلة ) بجواري ![]() دام عطاؤك ![]() * |
![]() |
![]() |
#2 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الفريدة الثامنة : الريح العاصف والريح القاصف , والفرق بينهما . جاء في لسان العرب : عصفت الريح تعصِفُ عَصْفاً وعُصُوفاً , وهي ريحٌ عاصفٌ وعاصِفَة ... إذا اشتدت , وفي التنزيل " والعاصفات عصفاً " يعني الرياح , والريح تعصف ما مرت عليه من جَوَلان التراب تمضي به .. وريح عاصفة : شديدة الهبوب ... والمعصِفات : الرياح التي تثير السحاب والورق وعصْف الزرع .. وهي من العصف وهي السرعة يقولون : أعصفت الناقة في السير إذا أسرعت . انتهى من لسان العرب ( عصف ) 9 / 248 . وجاء في اللسان أيضاً : القصْف هو الكسر , وقصف الشيء يقصِفه قصفاً أي كسره . وريحٌ قاصفٌ وقاصفة : شديدة تُكسِّرُ ما مرت به من الشجر وغيره . ( لسان العرب ( قصف ) 9 / 283 . جاءت الريح في البحر في القرآن الكريم بتعبيرين : الأول : الريح العاصف وهي قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (22) سورة يونس فبين سبحانه أن الريح العاصف هنا جاءت شديدة لتحرك السفينة وتسبب لها الاضطراب حتى هلع ركابها والتجؤوا إلى الله تعالى لينجيهم , ولذا جاء بعدها : {فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ } (23) سورة يونس والعاصف هنا هي الريح شديدة السرعة . وهي تكون في البر والبحر , فأما البحر فكالآية السابقة , وأما البر فكقوله تعالى : {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (18) سورة إبراهيم وقد تكون الريح العاصف ريح خير وبركة كقوله تعالى عن ريح سليمان : {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} (81) سورة الأنبياء , والدليل على أنها ريح خير وليست ريح عذاب هو قوله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ} (36) سورة ص . الثاني : الريح القاصف , فهي ريح مفاجئة شديدة لا تبقي ولا تذر , وهي تكسر السفن وتكسر كل ما تواجهه , ولذا جاء التعبير القرآني عنها بالهلاك المحتوم {أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} (69) سورة الإسراء . فعبر عن الريح هنا بأنها قاصف مغرقة و هي ريح بحرية . وقد جاء في لسان العرب كما سبق أنها قد تكون في البر فتقتلع الأشجار . ولو تأملنا الكلام عن الريح القاصف لوجدنا أنه قال سبحانه : (قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ ) فكانت صفة القصف ليست للريح كلها وإنما لقطعة منها , وكأن القطعة الكبرى هي الريح العاصفة المذكورة في آية يونس ولذا قال سبحانه في سورة يونس : ( جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ) ولكم أن تتخيلوا أحبتي الكرام حين تهب الريح العاصفة الشديدة في البحر على السفن , فيأذن الله تعالى لقطعة من هذه الريح أن تكون أعنف وأشد وطأة فتأتي بطريقة مفاجئة شديدة فتحدث انقلاباً شديدا للفلك وغرقا هائلاً , وهذه الريح هي القاصفة . ويدل على أن الريح القاصفة جزء من الريح العاصفة أن القرآن لم يذكر القاصفة إلا مرة واحدة في سورة الإسراء , في حين أنه كرر العاصفة في أكثر من آية , ليدل على أنها هي الريح الأصل , وهي الأم . قد يقول قائل : كيف تكون الريح قطعاً , فجزء منها عاصف وجزء منها قاصف ؟ فالجواب على ذلك : أن هذا بأمر الله تعالى , وهو القادر على تنوع الريح , وكما جعل الله تعالى الليل قطعاً فهو قادر على جعل الريح قطعاً وأجزاء كما قال تعالى : {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (27) سورة يونس ولنلحظ الفرق في النطق بين العاصفة والقاصفة . فهما متقاربان في اللفظ لا يفرق بينهما إلا الحرف الأول وهو فاء الكلمة . ( عصف ) ( قصف ) وحرف القاف حرف شديد قوي مفخم , ينطلق فيحدث صوتا انفجاريا في الفم , ويخرج الصوت معه أفخم ما كان . أما العين فهي صوت رخو رقيق وهو مع ذلك صوت مجهور قوي ولكنه ليس بقوة وفخامة القاف , فناسب مجيء الصوت القوي للحدث القوي وهو القصف , ومجي الصوت الأضعف للحدث الأضعف وهو العصف . وهذا يسمى في لغة العرب : مشابهة اللفظ للمعنى , ولابن جني كلام جميل ولطيف حول هذا الموضوع في كتاب الخصائص : باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني : 2 / 154 . فليراجعه من أراد الاستفادة . في ختام كلامي ألخص ما سبق : 1. أن الريح العاصف والريح القاصف يكونان في البر والبحر , وليس كما توهمه كثير من الناس أن العاصف في البر والقاصف في البحر . 2. أن الريح العاصف أوسع وأكبر من الريح القاصف , في حين أن الريح القاصف تكون سريعة ومفاجئة . 3. أن الريح العاصف قد تكون رحمة , أما القاصف فهي لا تكون إلا عذاباً لأنها تحدث غرقا في البحر ودماراً وانكساراً في البر . والله تعالى أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2011
البلد: بريدة
المشاركات: 113
|
جزيت الجنان
|
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2011
البلد: مُحلقة بين غيآياتَ البيآضْ !
المشاركات: 306
|
|
![]() |
![]() |
#5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: ~ كن كالنخل مرتفعا ~
المشاركات: 1,737
|
ـ وهبكم الله الصدق والإخلاص ـ
( رب زدني علما ) وهناك لفته للمتابعين ، هناك قواعد في فحوى الموضوع من نالها نالا حظا وافر . - العطف يقتضي المغايرة - عطف العام على الخاص والعكس متابعين ماستطعنا .
__________________
[POEM="type=3 color=#339933 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]
* فقلت للأبـرار أهـل التـقى والـدين لما اشتدة الكربة لا تنكـروا أحوالكـم قد أتت نـوبتكـم في زمن الغـربــة[/POEM] |
![]() |
![]() |
#6 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
استاذنا الفاضل ليتك تذكر الفروق اللغويه لان فيها جماليات اللغه وسعتها اما احكام الالفاظ مثل امس والضمير فهذه لحمايه اللغه واليوم المطلوب ان نظهر جمال اللغه اكثر من ضبط اللغه لعزوف الناس عن اللغه واستثقالهم لها وكونها بارده كالثلج وثقليه كالصخر عندهم وثقافه الناس اليوم ثقافه المتعه والجمال بسبب الوضع المعيشي وانتشار ثقافه الصوره وبعدهم عن التشدد بالالفاظ وحمايتها وصونها فكوننا نتكلم عن الالفاظ احكامها وضبطها كأننا نعتني بالباب والافقال عن المخزن وبالقشر عن اللباب لان اللغه هي رموز تدل على معاني وغايتها الاتصال بين المتكلم والسامع بحيث تنقل له مشاعرك وافكارك بصوره كامله فكوننا نتكلم عن التنوين والمدود والهمز والضمير والاعراب كل هذا اغرق لا داعي له من وجهة نظري ليتك تتكلم عن معني قوله تعالي في الزوجه ( هن لباس لكم ) تكلم عن اللباس وخصائصه وجماليات اللفظ ومعانيه ولذا تجد ان كتاب ابو حيان في التفسير مهجور عليه التراب بخلاف كتاب ابن عاشور والزمحشري فجمال اللغه اولي من الفاظ اللغه لان اللفظ وسيله والمعنى غايه بورك فيك آخر من قام بالتعديل الزنقب; بتاريخ 26-12-2011 الساعة 12:14 PM. |
![]() |
![]() |
#7 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
شكرا لكل من مر من هنا معلقا أو قارئاً , واسمحوا لي أن أقف وقفة إجلال وإكبار مع الأخ الجديد , والعضو الفريد الأستاذ الزنقب .. فأقول له : حياك الله وبياك أخي الكريم عضوا مميزا يكتب بعمق ويعلق بثراء ,,, ولعل نفود الزنقب بالقصيعة كان حفياً وهو يرسل إلينا أحد أبنائه البررة ليمتعنا بما لديه .. ما ذكرتَه أخي العزيز عن جماليات اللغة كلام جميل جدا , ولا يمكن إغفاله , وجماليات اللغة لها أكثر من مجال , فهناك الجمال في الحذف والإيجاز , وهناك الفروق اللغوية , وهناك التقديم والتأخير , وهناك الترادف , وهناك الاستعارات ... وغيرها مما يعرفه أهل الشأن .. ولا شك أن مدارسة اللغة بأكثر من جانب أمر ضروري لمختص والمتعلم والدارس , ولا أدعي أني أستوعب كل شيء فيها , فاللغة بحر متلاطم الأمواج , وعُباب لا ساحل له ,, وإنما أكتب ما يسره الله تعالى لي تارة في الجماليات وتارة في قواعد اللغة , وتارة في بلاغيات القرآن , وهكذا ... ومن خلال تعليقك أخي الكريم أفدتُ أنك متضلع في هذا الفن , فلعلك ترفع راية المشاركة في هذا الباب لتفيدنا ببعض ما عندك , وكل واحد منا يكمل الآخر , ويسد خلة زميله ... على أني لا أوافقك بأن تفسير أبي حيان مهجور يعلوه التراب !! كلا يا أخي العزيز , فالبحر المحيط له رواده , وله باحثوه ومستفيدوه , فإن كان مغبرا عند قوم , فهو نضرٌ عند آخرين ما زال فتيا في علمه ونحوه وفوائده ... بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
![]() |
#8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2011
البلد: بريده
المشاركات: 53
|
بوركت الجهود
متابعهـ من قبل التسجيل ..~ |
![]() |
![]() |
#9 | |||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
حياك الله أختي الكريمة تشرفنا ...
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#10 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
استاذنا جزاك الله خيرا
بورك فيك وانت اول واحد يعرف معني الزنقب هههه اعجبني قول ابن جني في الخصائص في ان بين اللفظ والمعني مشابهه لكن هل هو بالحرف ام بالكلمه كلها ؟؟ يعني ( ضيزي ) الوحيده في القران و ( انلزموكموها ) هذه الكلمه الطويله المتقاربه في الحروف واهل البلاغه قالو ان تقارب المخارج وطول الكلمه من عيوب الفصاحه كقوله امري القيس ( مستشزرات ) وقول المتنبي ( الجرشي ) اي النفس !! السؤال الان هل ماذكروه صحيح رغم وجوده في القران ؟؟ هل المناسبه بين اللفظ والمعني تكون بالحرف ام بالكلمه ؟؟؟ يعني اذا قلت صخر اشعر وانا اتكلم بها بشي من الغلظه والقسوه واذا قلت اسفنج اشعر بشي من الرقه !!! فهل هذا شي من اللغه او شي نفسي بسبب ربط الذهن بين هذا اللفظ وبين الصخر ؟؟ اتذكر ان هناك لطيفه في قوله تعالي ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) وقوله ( لا أسقيناهم ماء غدقا ) مالفرق بين ( سقاهم ) و ( اسقاهم ) ؟؟ قالوا ان اهل الجنه يحصل لهم الماء بدون كلفه ولذا لم تأت الالف والهمزه واهل الدنيا كل شي يحصل بنصب وكبد وتعب ولذا جاءت الهمزه التي تخرج من الاعماق ممزوجه بالالف التي توحي بالسهوله حيث انها حرف حلقي بسيط ينطق به حتى الحيوان ( ااا ) يعني الهمزه شده والالف سهوله مامعني ذالك ؟؟ الايه تقول في الدنيا لا راحه الا بتعب ولا سياده الا بنصب ولا ماء الا بجهد ( بدليل الهمزه والالف ) قال ابن القيم مامعناه ( اتفق الحكماء على ان الراحه بترك الراحه ولن تحصل الا بجسر من التعب ) |
![]() |
![]() |
#11 | |||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
أخي الكريم الزنقب :
أشكر لك تواصلك وإضافتك , وما ذكرته في الفرق بين ( سقاهم وأسقيناكم ) جميل جدا , لكنه ليس دائما , بدليل : " فسقى لهما ثم تولى إلى الظل " ولم يقل : " فأسقى لهما .. " أما كلام ابن جني عن اللفظ والمعنى , فهو حديث طويل مفصل , وقد بين أن المناسبة قد تكون بصوت واحد من الكلمة , وقد تكون بأصوات الكلمة كلها , وله في ذلك أبحاث كثيرة في الخصائص : إمساس الألفاظ أشباه المعاني , وتصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني ,,, وكذلك له بحوث في سر الصناعة وغيرها , وهو أول من فتق هذا العلم ونشره فأبدع فيه أيما إبداع رحمه الله . ثم توسع الدارسون المعاصرون في ذلك كما في بحوث إبراهيم أنيس في كتابه : الأصوات اللغوية , وكتبه الأخرى مثل : دلالة الألفاظ , ومن أسرار اللغة , وكذلك الدكتور كمال بشر في كتابه : علم اللغة العام - الأصوات ,, وغيرهم . وأما كلامك عن انتقاد البلاغيين لكلمة ( مستشزرات , الجرشى ) فليس لأجل طول الكلمة , بل لتنافر الصوت لقرب مخارج الحروف مع بعضها بحيث يصعب تمكين اللسان من نطقها في الأولى , وسذاجة وسطحية اللفظ في الثانية وكلا الأمرين غير موجود في القرآن الكريم , وفي الكلمات التي مثلتَ بهما , فيرجى التفريق بارك الله فيك ... والكلام حول هذا الأمر يطول , مع اعترافي بأني غير متخصص دقيق في الصوتيات وفقه اللغة , لأني دارس في النحو العربي أكثر مني في علم اللغة العام ... وشكرا لك أخي العزيز على تفضلك ومشاركتك ..
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#12 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الفريدة التاسعة : تكرار الاسم في الجملة ودلالتُه . إذا تكرر اسم في جملتين فله أربع حالات : الحالة الأولى : أن يكون الاسم في الجملتين معرفة نحو : جاء الرجلُ , وأكرمت وأكرمتُ الرجلَ . الحالة الثانية : أن يكون الاسم في الجملتين نكرة , نحو : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً . الحالة الثالثة : أن يكون الاسم في الجملة الأولى معرفة , وفي الثانية نكرة , نحو : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً . الحالة الرابعة : أن يكون الاسم في الحالة الأولى نكرة , وفي الثانية معرفة نحو : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل . نأتي للحكم : الحالة الأولى : ( أن يكون الاسم في الجملتين معرفة ) وحينئذٍ فالاسم المكرر هو نفسه في الجملتين , لم يتغير , فقولنا: جاء الرجل , وأكرمت الرجل , الرجل في الجملتين واحد , ومثل ذلك قوله تعالى : {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا , إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} سورة الشرح فالعُسر في الآيتين هنا تكرر وهو معرفة , فالعُسْرُ الثاني هو العُسْرُ الأوّل , أي أنه لم يتغير , وسيأتي الدليل على ذلك . الحالة الثانية : ( أن يكون الاسم في الجملتين نكرة ) وحينئذٍ فالاسم المكرر يختلف , فالثاني غير الأول , فقولنا : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً , فالرجل الذي رأيته غير الرجل الذي جاء فهما رجلان , وهذا ما ينطبق على الآيتين الكريمتين السابقتين , فاليُسر تكرر نكرة في الآيتين , فدلَّ على أن اليُسر الثاني غير اليُسْر الأول , فاجتمع لدينا عُسْرٌ واحد ويُسران , وهذا مصداق ما جاء به الحديث الشريف : " لن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَين " أخرجه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم , وروي موقوفاً عن بعض الصحابة كعمر وابن مسعود عند الحاكم وغيره . الحالة الثالثة : ( الأول معرفة والثاني نكرة ) وحينئذ فالثاني غير الأول , فقولك : : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً . فالرجل المُكرَم غير الرجل الذي جاء . الحالة الرابعة : ( الأول نكرة والثاني معرفة ) : وحينئذ فالثاني هو الأوّل , فقولك : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل . فالرجل المكرَم هو نفس الرجل الأول , وتكون ( أل ) في الثاني للعهد , ومن ذلك قوله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا , فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} سورة المزمل , فكلمة ( رسول ) تكررت في الآيتين , وجاءت في الأولى نكرة وفي الثانية معرفة , وحينئذ فالرسول الثاني هو الرسول الأول وهو موسى عليه السلام . وكذلك قوله تعالى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } (35) سورة النــور . فتكرر المصباح في موضعين , ففي الموضع الأول جاء نكرة وفي الثاني جاء معرفة , والمصباح هو هو , وكذلك كلمة الزجاجة تكررت في الآية فجاءت في الموضع الأول بلفظ التنكير , ثم تعرفت في الموضع الثاني , والزجاجة هي هي . إذن : الاسم إذا تكرر يكون نفسه في حالتين : إذا كان معرفة في الموضعين , أو كان نكرة في الأولى معرفة في الثانية . ويكون الثاني غير الأولى في الحالتين الباقيتين : إذا كان نكرة في الجملتين , أو كان في الأولى معرفة وفي الثانية نكرة . والله أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
![]() |
#13 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الفريدة الثانية عشرة : لا يُجمَعُ جمعَ المذكر السالم إلا المفردُ المذكرُ العاقل : اختص جمع المذكر السالم بأنه لا يكون إلا للمذكر العاقل فقط , وأما المذكر غير العاقل أو المؤنث العاقل فإنه لا يجوز جمعه جمع مذكر سالم فلا تقول : الهندون جمعا لهند , ولا تقول : الجَمَلُون جَمعاً لجَمَل . فالأسماء المؤنثة عاقلة كانت أم غير عاقلة , والأسماء المذَكّرة غير العاقلة كلها تُجْمَع جمع مؤنث سالم , فالْجَمَلُ يقال في جمعه : " جِمال , وجِمالات , وفي القراءة السبعية : " كأنه جِمالاتٌ صُفْر " . قد يسأل سائل عن قوله تعالى :{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (4) سورة يوسف. فيقول : كيف جُمعت الشمس والقمر والنجوم جمع مذكر سالم فقال ( ساجدين ) : الجواب : أنها نزلت منزلة العاقل المذكر لما وصفها بصفة العقلاء وهي السجود ولهذا قال ( رأيتهم ) ولم يقل : رأيتها [ انظر : : الكشاف للزمخشري : 2 / 444 ]
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
![]() |
#14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2011
البلد: الرياض
المشاركات: 57
|
جزاااكـ الله خيييييييير ..
وباركـ فيكــ ...
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|