بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ,, فــرائـد لـــغــويــــة ,,

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-12-2011, 01:35 AM   #29
نَوض
عـضـو
 
صورة نَوض الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
البلد: مُحلقة بين غيآياتَ البيآضْ !
المشاركات: 306





لك فكر ليس بهيّن !
ولي بهذه الصفحات مراجع :/

أخي .. أمطرنا من ضادك لنرتوي ()




نَوض غير متصل  
قديم(ـة) 26-12-2011, 03:58 AM   #30
غيث السماء
عـضـو
 
صورة غيث السماء الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: ~ كن كالنخل مرتفعا ~
المشاركات: 1,737
ـ وهبكم الله الصدق والإخلاص ـ

( رب زدني علما )

وهناك لفته للمتابعين ، هناك قواعد في فحوى الموضوع

من نالها نالا حظا وافر .

- العطف يقتضي المغايرة

- عطف العام على الخاص والعكس

متابعين ماستطعنا .

__________________
[POEM="type=3 color=#339933 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]

*

فقلت للأبـرار أهـل التـقى والـدين لما اشتدة الكربة
لا تنكـروا أحوالكـم قد أتت نـوبتكـم في زمن الغـربــة[/POEM]
غيث السماء غير متصل  
قديم(ـة) 26-12-2011, 12:02 PM   #31
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها كبير المحايدين
الفريدة السادسة : الفرق بين الثلج والبَرَد :

جاء في الحديث الشريف في دعاء الاستفتاح : " اللهم اغسِلْ خطايايَ بالماء والثلج والبَرَد " رواه البخاري .
بحثت عن الفرق بين الثلج والبرد , لأن العطف بينهما يقتضي المغايرة , فلم أجد في كتب اللغة كبير فائدة في الموضوع , وذكر بعض العلماء أن الثلج هو البرد وأن العطف بينهما من باب عطف المترادفات كما قال تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } (48) سورة المائدة .
وقد استعنتُ ببعض الفضلاء ممن تخصَّصُوا في فقه اللغة فكان جوابه : ( أن الثلجَ أعمُّ من البَرَد , فكلُّ بَردٍ ثلج , وليس كُلُّ ثلجٍ بَرَد ) .وكأنه فتح عليّ باباً كان مستغلقاً !
قال أبو سليمان : وجه عموم الثلج وخصوصية البرد أن البَرَد لا يكون إلا من السماء , أما الثلج فيكون في الأرض , فالماء إذا تجمد في الأرض فإنه يسمى ثلجاً , ولا يسمى بَرَداً . ويظهر لي أن الثلج أخف من البرد وزناً , وخاصة إذا كان الثلج نازلا من السماء , لأن البرد ينزل بسرعة وشدة بخلاف الثلج فهو ينزل كالقطن لخفته .
والبَرَدُ أيضاً قليل لا يغطي الأرض , بل سرعان ما يذوب فيها , وأما الثلج فهو ينزل بشكل عام , ويكسي الأرض حلة بيضاء تطول مدة من الزمن .
وأما الحديث الشريف فالعطف فيه جاء من عطف الخاص على العام كما قال تعالى : " {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (68) سورة الرحمن , والفاكهة عام والرمان خاص , وقال تعالى : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} (7) سورة الأحزاب .
ولعل تخصيص البَرَد في الحديث أن العرب لم تكن تعرف الثلوج في بيئتها , بخلاف البرد الذي ينزل أحياناً على ديار العرب .
وكونهما جاءا في الحديث علامة للتطهير فقد قال العلماء في ذلك كلاماً نفيساً :
1. قال الخطابي : ذكر الثلج والبرد لأنهما لم تمسهما الأيدي , ولم يمتهنهما الاستعمال .
2. قال ابن دقيق العيد : عبر بالثلاثة ( الماء والثلج والبرد ) عن غاية المحو والتطهير , لأن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء .
3. قال الطيبي : يمكن أن يكون المطلوب من ذكر الثلج والبرد بعد الماء شمول أنواع الرحمة والمغفرة بعد العفو لإطفاء حرارة عذاب النار التي هي في غاية الحرارة , ومنه قولهم : برّدَ الله مضجِعَه , أبي رحمه ووقاه عذاب النار .
4. قال ابن حجر مؤيداً كلام الطيبي : " وكأنه جعل الخطايا بمنزلة جهنم لكونها مسببة عنها , فعبر عن أطفاء حرارتها بالغَسْل , وبالغَ فيه باستعمال المبردات ترقياً عن الماء إلى أبرد منه . [ انظر الأقوال السابقة في : فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني : 2 / 269 ]


يعني الثلج ما فعله الادمي

والبرد ما لم يتدخل فيه الادمي

والماء يذهب الدرن

والثلج يطفي الحراره

والبرد يسقي الارض

والمعصيه فيها ثلاثة اشياء ( تلوث - حراره - موت ومرض )

تلوث القلب بها ويحتاج به الى الماء

حراره القلب بها ويحتاج الى الثلج

انطفاء قوه القلب بها ويحتاج الى سقي بالبرد

وكما ان ما نزل من المرض من السماء يسمي رجز

وما نزل من الماء يسمي غيثا وطهورا

فاعتقد والله اعلم ان ما نزل بفعل الله له اسم

وما وقع بفعل عباد الله له اسم

والله اعلم
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 26-12-2011, 12:06 PM   #32
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132

استاذنا الفاضل

ليتك تذكر الفروق اللغويه لان فيها جماليات اللغه وسعتها

اما احكام الالفاظ مثل امس والضمير فهذه لحمايه اللغه

واليوم المطلوب ان نظهر جمال اللغه اكثر من ضبط اللغه

لعزوف الناس عن اللغه واستثقالهم لها وكونها بارده كالثلج وثقليه كالصخر عندهم

وثقافه الناس اليوم ثقافه المتعه والجمال بسبب الوضع المعيشي

وانتشار ثقافه الصوره وبعدهم عن التشدد بالالفاظ وحمايتها وصونها

فكوننا نتكلم عن الالفاظ احكامها وضبطها كأننا نعتني بالباب والافقال عن المخزن

وبالقشر عن اللباب لان اللغه هي رموز تدل على معاني وغايتها الاتصال

بين المتكلم والسامع بحيث تنقل له مشاعرك وافكارك بصوره كامله

فكوننا نتكلم عن التنوين والمدود والهمز والضمير والاعراب

كل هذا اغرق لا داعي له من وجهة نظري

ليتك تتكلم عن معني قوله تعالي في الزوجه ( هن لباس لكم )

تكلم عن اللباس وخصائصه وجماليات اللفظ ومعانيه

ولذا تجد ان كتاب ابو حيان في التفسير مهجور عليه التراب

بخلاف كتاب ابن عاشور والزمحشري

فجمال اللغه اولي من الفاظ اللغه لان اللفظ وسيله والمعنى غايه

بورك فيك

آخر من قام بالتعديل الزنقب; بتاريخ 26-12-2011 الساعة 12:14 PM.
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 26-12-2011, 02:50 PM   #33
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537


شكرا لكل من مر من هنا معلقا أو قارئاً , واسمحوا لي أن أقف وقفة إجلال وإكبار مع الأخ الجديد , والعضو الفريد الأستاذ الزنقب ..

فأقول له : حياك الله وبياك أخي الكريم عضوا مميزا يكتب بعمق ويعلق بثراء ,,, ولعل نفود الزنقب بالقصيعة كان حفياً وهو يرسل إلينا أحد أبنائه البررة ليمتعنا بما لديه ..

ما ذكرتَه أخي العزيز عن جماليات اللغة كلام جميل جدا , ولا يمكن إغفاله , وجماليات اللغة لها أكثر من مجال , فهناك الجمال في الحذف والإيجاز , وهناك الفروق اللغوية , وهناك التقديم والتأخير , وهناك الترادف , وهناك الاستعارات ... وغيرها مما يعرفه أهل الشأن ..

ولا شك أن مدارسة اللغة بأكثر من جانب أمر ضروري لمختص والمتعلم والدارس , ولا أدعي أني أستوعب كل شيء فيها , فاللغة بحر متلاطم الأمواج , وعُباب لا ساحل له ,,

وإنما أكتب ما يسره الله تعالى لي تارة في الجماليات وتارة في قواعد اللغة , وتارة في بلاغيات القرآن , وهكذا ...

ومن خلال تعليقك أخي الكريم أفدتُ أنك متضلع في هذا الفن , فلعلك ترفع راية المشاركة في هذا الباب لتفيدنا ببعض ما عندك , وكل واحد منا يكمل الآخر , ويسد خلة زميله ...

على أني لا أوافقك بأن تفسير أبي حيان مهجور يعلوه التراب !!

كلا يا أخي العزيز , فالبحر المحيط له رواده , وله باحثوه ومستفيدوه , فإن كان مغبرا عند قوم , فهو نضرٌ عند آخرين ما زال فتيا في علمه ونحوه وفوائده ...

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .

__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 27-12-2011, 01:07 AM   #34
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537


الفريدة الثامنة : الريح العاصف والريح القاصف , والفرق بينهما .

جاء في لسان العرب :
عصفت الريح تعصِفُ عَصْفاً وعُصُوفاً , وهي ريحٌ عاصفٌ وعاصِفَة ... إذا اشتدت , وفي التنزيل " والعاصفات عصفاً " يعني الرياح , والريح تعصف ما مرت عليه من جَوَلان التراب تمضي به .. وريح عاصفة : شديدة الهبوب ... والمعصِفات : الرياح التي تثير السحاب والورق وعصْف الزرع .. وهي من العصف وهي السرعة يقولون : أعصفت الناقة في السير إذا أسرعت . انتهى من لسان العرب ( عصف ) 9 / 248 .

وجاء في اللسان أيضاً :

القصْف هو الكسر , وقصف الشيء يقصِفه قصفاً أي كسره .
وريحٌ قاصفٌ وقاصفة : شديدة تُكسِّرُ ما مرت به من الشجر وغيره . ( لسان العرب ( قصف ) 9 / 283 .

جاءت الريح في البحر في القرآن الكريم بتعبيرين :

الأول : الريح العاصف وهي قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (22) سورة يونس
فبين سبحانه أن الريح العاصف هنا جاءت شديدة لتحرك السفينة وتسبب لها الاضطراب حتى هلع ركابها والتجؤوا إلى الله تعالى لينجيهم , ولذا جاء بعدها : {فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ } (23) سورة يونس
والعاصف هنا هي الريح شديدة السرعة .
وهي تكون في البر والبحر , فأما البحر فكالآية السابقة , وأما البر فكقوله تعالى : {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (18) سورة إبراهيم
وقد تكون الريح العاصف ريح خير وبركة كقوله تعالى عن ريح سليمان :
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} (81) سورة الأنبياء , والدليل على أنها ريح خير وليست ريح عذاب هو قوله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ} (36) سورة ص .
الثاني : الريح القاصف , فهي ريح مفاجئة شديدة لا تبقي ولا تذر , وهي تكسر السفن وتكسر كل ما تواجهه , ولذا جاء التعبير القرآني عنها بالهلاك المحتوم {أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} (69) سورة الإسراء .
فعبر عن الريح هنا بأنها قاصف مغرقة و هي ريح بحرية .
وقد جاء في لسان العرب كما سبق أنها قد تكون في البر فتقتلع الأشجار .

ولو تأملنا الكلام عن الريح القاصف لوجدنا أنه قال سبحانه : (قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ ) فكانت صفة القصف ليست للريح كلها وإنما لقطعة منها , وكأن القطعة الكبرى هي الريح العاصفة المذكورة في آية يونس ولذا قال سبحانه في سورة يونس : ( جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ )
ولكم أن تتخيلوا أحبتي الكرام حين تهب الريح العاصفة الشديدة في البحر على السفن , فيأذن الله تعالى لقطعة من هذه الريح أن تكون أعنف وأشد وطأة فتأتي بطريقة مفاجئة شديدة فتحدث انقلاباً شديدا للفلك وغرقا هائلاً , وهذه الريح هي القاصفة .
ويدل على أن الريح القاصفة جزء من الريح العاصفة أن القرآن لم يذكر القاصفة إلا مرة واحدة في سورة الإسراء , في حين أنه كرر العاصفة في أكثر من آية , ليدل على أنها هي الريح الأصل , وهي الأم .
قد يقول قائل : كيف تكون الريح قطعاً , فجزء منها عاصف وجزء منها قاصف ؟
فالجواب على ذلك :
أن هذا بأمر الله تعالى , وهو القادر على تنوع الريح , وكما جعل الله تعالى الليل قطعاً فهو قادر على جعل الريح قطعاً وأجزاء كما قال تعالى : {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (27) سورة يونس

ولنلحظ الفرق في النطق بين العاصفة والقاصفة .
فهما متقاربان في اللفظ لا يفرق بينهما إلا الحرف الأول وهو فاء الكلمة .
( عصف ) ( قصف )
وحرف القاف حرف شديد قوي مفخم , ينطلق فيحدث صوتا انفجاريا في الفم , ويخرج الصوت معه أفخم ما كان .
أما العين فهي صوت رخو رقيق وهو مع ذلك صوت مجهور قوي ولكنه ليس بقوة وفخامة القاف , فناسب مجيء الصوت القوي للحدث القوي وهو القصف , ومجي الصوت الأضعف للحدث الأضعف وهو العصف .
وهذا يسمى في لغة العرب : مشابهة اللفظ للمعنى , ولابن جني كلام جميل ولطيف حول هذا الموضوع في كتاب الخصائص : باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني : 2 / 154 .
فليراجعه من أراد الاستفادة .
في ختام كلامي ألخص ما سبق :

1. أن الريح العاصف والريح القاصف يكونان في البر والبحر , وليس كما توهمه كثير من الناس أن العاصف في البر والقاصف في البحر .
2. أن الريح العاصف أوسع وأكبر من الريح القاصف , في حين أن الريح القاصف تكون سريعة ومفاجئة .
3. أن الريح العاصف قد تكون رحمة , أما القاصف فهي لا تكون إلا عذاباً لأنها تحدث غرقا في البحر ودماراً وانكساراً في البر .

والله تعالى أعلم .

__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 27-12-2011, 01:27 AM   #35
MĠnŌńЋ
عـضـو
 
صورة MĠnŌńЋ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
البلد: بريده
المشاركات: 53
بوركت الجهود

متابعهـ من قبل التسجيل ..~
MĠnŌńЋ غير متصل  
قديم(ـة) 27-12-2011, 09:28 AM   #36
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها mĠnŌńЋ
بوركت الجهود

متابعهـ من قبل التسجيل ..~


حياك الله أختي الكريمة

تشرفنا ...
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 27-12-2011, 09:49 AM   #37
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
استاذنا جزاك الله خيرا

بورك فيك وانت اول واحد يعرف معني الزنقب هههه

اعجبني قول ابن جني في الخصائص في ان بين اللفظ والمعني مشابهه

لكن هل هو بالحرف ام بالكلمه كلها ؟؟

يعني ( ضيزي ) الوحيده في القران و ( انلزموكموها ) هذه الكلمه الطويله المتقاربه في الحروف

واهل البلاغه قالو ان تقارب المخارج وطول الكلمه من عيوب الفصاحه كقوله امري القيس ( مستشزرات )

وقول المتنبي ( الجرشي ) اي النفس !!

السؤال الان هل ماذكروه صحيح رغم وجوده في القران ؟؟

هل المناسبه بين اللفظ والمعني تكون بالحرف ام بالكلمه ؟؟؟

يعني اذا قلت صخر اشعر وانا اتكلم بها بشي من الغلظه والقسوه واذا قلت اسفنج اشعر بشي من الرقه !!!

فهل هذا شي من اللغه او شي نفسي بسبب ربط الذهن بين هذا اللفظ وبين الصخر ؟؟

اتذكر ان هناك لطيفه في قوله تعالي ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) وقوله ( لا أسقيناهم ماء غدقا )

مالفرق بين ( سقاهم ) و ( اسقاهم ) ؟؟

قالوا ان اهل الجنه يحصل لهم الماء بدون كلفه ولذا لم تأت الالف والهمزه

واهل الدنيا كل شي يحصل بنصب وكبد وتعب ولذا جاءت الهمزه التي تخرج من الاعماق

ممزوجه بالالف التي توحي بالسهوله حيث انها حرف حلقي بسيط ينطق به حتى الحيوان ( ااا )

يعني الهمزه شده والالف سهوله مامعني ذالك ؟؟

الايه تقول في الدنيا لا راحه الا بتعب ولا سياده الا بنصب ولا ماء الا بجهد ( بدليل الهمزه والالف )

قال ابن القيم مامعناه ( اتفق الحكماء على ان الراحه بترك الراحه ولن تحصل الا بجسر من التعب )
الزنقب غير متصل  
قديم(ـة) 28-12-2011, 08:20 AM   #38
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها الزنقب


اعجبني قول ابن جني في الخصائص في ان بين اللفظ والمعني مشابهه

لكن هل هو بالحرف ام بالكلمه كلها ؟؟

يعني ( ضيزي ) الوحيده في القران و ( انلزموكموها ) هذه الكلمه الطويله المتقاربه في الحروف

واهل البلاغه قالو ان تقارب المخارج وطول الكلمه من عيوب الفصاحه كقوله امري القيس ( مستشزرات )

وقول المتنبي ( الجرشي ) اي النفس !!

السؤال الان هل ماذكروه صحيح رغم وجوده في القران ؟؟

هل المناسبه بين اللفظ والمعني تكون بالحرف ام بالكلمه ؟؟؟


أخي الكريم الزنقب :

أشكر لك تواصلك وإضافتك , وما ذكرته في الفرق بين ( سقاهم وأسقيناكم ) جميل جدا , لكنه ليس دائما , بدليل : " فسقى لهما ثم تولى إلى الظل " ولم يقل : " فأسقى لهما .. "

أما كلام ابن جني عن اللفظ والمعنى , فهو حديث طويل مفصل , وقد بين أن المناسبة قد تكون بصوت واحد من الكلمة , وقد تكون بأصوات الكلمة كلها , وله في ذلك أبحاث كثيرة في الخصائص : إمساس الألفاظ أشباه المعاني , وتصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني ,,, وكذلك له بحوث في سر الصناعة وغيرها , وهو أول من فتق هذا العلم ونشره فأبدع فيه أيما إبداع رحمه الله .

ثم توسع الدارسون المعاصرون في ذلك كما في بحوث إبراهيم أنيس في كتابه : الأصوات اللغوية , وكتبه الأخرى مثل : دلالة الألفاظ , ومن أسرار اللغة , وكذلك الدكتور كمال بشر في كتابه : علم اللغة العام - الأصوات ,, وغيرهم .

وأما كلامك عن انتقاد البلاغيين لكلمة ( مستشزرات , الجرشى ) فليس لأجل طول الكلمة , بل لتنافر الصوت لقرب مخارج الحروف مع بعضها بحيث يصعب تمكين اللسان من نطقها في الأولى , وسذاجة وسطحية اللفظ في الثانية
وكلا الأمرين غير موجود في القرآن الكريم , وفي الكلمات التي مثلتَ بهما , فيرجى التفريق بارك الله فيك ...

والكلام حول هذا الأمر يطول , مع اعترافي بأني غير متخصص دقيق في الصوتيات وفقه اللغة , لأني دارس في النحو العربي أكثر مني في علم اللغة العام ...

وشكرا لك أخي العزيز على تفضلك ومشاركتك ..
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 02-01-2012, 07:49 AM   #39
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

الفريدة التاسعة : تكرار الاسم في الجملة ودلالتُه .

إذا تكرر اسم في جملتين فله أربع حالات :
الحالة الأولى : أن يكون الاسم في الجملتين معرفة نحو : جاء الرجلُ , وأكرمت وأكرمتُ الرجلَ .
الحالة الثانية : أن يكون الاسم في الجملتين نكرة , نحو : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً .
الحالة الثالثة : أن يكون الاسم في الجملة الأولى معرفة , وفي الثانية نكرة , نحو : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً .
الحالة الرابعة : أن يكون الاسم في الحالة الأولى نكرة , وفي الثانية معرفة نحو : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل .

نأتي للحكم :
الحالة الأولى : ( أن يكون الاسم في الجملتين معرفة ) وحينئذٍ فالاسم المكرر هو نفسه في الجملتين , لم يتغير , فقولنا: جاء الرجل , وأكرمت الرجل , الرجل في الجملتين واحد , ومثل ذلك قوله تعالى : {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا , إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} سورة الشرح
فالعُسر في الآيتين هنا تكرر وهو معرفة , فالعُسْرُ الثاني هو العُسْرُ الأوّل , أي أنه لم يتغير , وسيأتي الدليل على ذلك .

الحالة الثانية : ( أن يكون الاسم في الجملتين نكرة ) وحينئذٍ فالاسم المكرر يختلف , فالثاني غير الأول , فقولنا : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً , فالرجل الذي رأيته غير الرجل الذي جاء فهما رجلان , وهذا ما ينطبق على الآيتين الكريمتين السابقتين , فاليُسر تكرر نكرة في الآيتين , فدلَّ على أن اليُسر الثاني غير اليُسْر الأول , فاجتمع لدينا عُسْرٌ واحد ويُسران , وهذا مصداق ما جاء به الحديث الشريف : " لن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَين " أخرجه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم , وروي موقوفاً عن بعض الصحابة كعمر وابن مسعود عند الحاكم وغيره .

الحالة الثالثة : ( الأول معرفة والثاني نكرة ) وحينئذ فالثاني غير الأول , فقولك : : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً . فالرجل المُكرَم غير الرجل الذي جاء .
الحالة الرابعة : ( الأول نكرة والثاني معرفة ) : وحينئذ فالثاني هو الأوّل , فقولك : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل . فالرجل المكرَم هو نفس الرجل الأول , وتكون ( أل ) في الثاني للعهد , ومن ذلك قوله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا , فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} سورة المزمل ,
فكلمة ( رسول ) تكررت في الآيتين , وجاءت في الأولى نكرة وفي الثانية معرفة , وحينئذ فالرسول الثاني هو الرسول الأول وهو موسى عليه السلام .

وكذلك قوله تعالى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } (35) سورة النــور .
فتكرر المصباح في موضعين , ففي الموضع الأول جاء نكرة وفي الثاني جاء معرفة , والمصباح هو هو , وكذلك كلمة الزجاجة تكررت في الآية فجاءت في الموضع الأول بلفظ التنكير , ثم تعرفت في الموضع الثاني , والزجاجة هي هي .

إذن : الاسم إذا تكرر يكون نفسه في حالتين : إذا كان معرفة في الموضعين , أو كان نكرة في الأولى معرفة في الثانية .
ويكون الثاني غير الأولى في الحالتين الباقيتين : إذا كان نكرة في الجملتين , أو كان في الأولى معرفة وفي الثانية نكرة .

والله أعلم .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 02-01-2012, 10:10 PM   #40
معاني17
كاتب مميّز
 
صورة معاني17 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
*

مساك الله بالخير شيختا

هل إضافة النكرة هو تعريف لها كما لو دخلت عليها ال ؟
ثم إن كان كذلك .. هل ينسحب عليها الفريدة أعلاه ؟
***
أبا سليمان
قبل أن أقرأ فرائدك ..
من الضروري أن تكون ( المهيّلة ) بجواري

دام عطاؤك

*
معاني17 غير متصل  
قديم(ـة) 04-01-2012, 12:57 AM   #41
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها معاني17
*

مساك الله بالخير شيختا

هل إضافة النكرة هو تعريف لها كما لو دخلت عليها ال ؟
ثم إن كان كذلك .. هل ينسحب عليها الفريدة أعلاه ؟
***


*


أخي الكريم معاني :

يشرفني أن تجذبك هذه السطور لقراءتها ,,

وإجابة على سؤالك :

النكرة تتعرف بأمرين :

إما بدخول أل التعريف عليها

وإما بإضافتها إلى معرفة

فإذا أضيفت إلى معرفة فهي معرفة , وحكمها حكم المعارف ,,

نعم , المعارف تختلف في درجة التعريف من معرفة إلى أخرى , فالضمير أعرفها ثم اسم الإشارة ثم العلم ثم الاسم الموصول ثم المعرف بأل ثم المعرف بالإضافة ..

وبناء على ما سبق فالأحكام التي ذكرت في الفريدة الأخيرة منطبقة على المعرف بالإضافة .

أرجو أن أكون وفقت في الإجابة ,,

وإن كان لديك إضافة أو تصحيح فحيهلاً به وبكاتبه ...

وشكرا لك .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 07-01-2012, 11:04 AM   #42
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

الفريدة العاشرة : زيادة اللفظ في كلام العرب .


من سِماتِ كلام العرب زيادة بعض الألفاظ للتأكيد , واللفظ المزاد إما أن يكون اسماً أو فعلا أو حرفاً .
فأما الاسم فالأصل عدم زيادته , لأنه قائم بنفسه , ولكن مع ذلك وردت الزيادة في الأسماء بشكل يسير جداً , ومن ذلك ضمير الفصل في نحو : زيدٌ هو الكريم , فالضمير ( هو ) زائد لأجل التوكيد , ولو حذف لكان المعنى قائماً .
وكذلك الفعل , فالأصل فيه عدم الزيادة , لأنه دال على حدث وزمن , وزيادته إثقال للفظ بلا داع , ولكن مع ذلك فقد وردت الزيادة في بعض الأفعال مثل : زيادة ( كان ) في قولهم : ما كان أكرمَ زيداً , قال ابن مالك :
وقد تزاد ( كان ) في حشوٍ كما ,,, كان أصحَّ علمَ من تقدَّما

أما الحرف فالزيادة فيه كثيرة جداً , لأن معناه لا يتعلق به , فاستخفوا زيادته , كما زادوا ( أن ) بعد ( لَمَّا ) نحو : لما أن جاءني الضيف أكرمته , قال تعالى : {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ } (96) سورة يوسف
وكذلك زيادة الباء في خبر ما , وليس , نحو : ما أنا بحاضر , لستُ بصاحبٍ لك
ومنه قوله تعالى : { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (132) سورة الأنعام
وقوله تعالى : { قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (66) سورة الأنعام .
وكذلك زيادة ( ما ) بعد أحرف الجر نحو : " {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ } (159) سورة آل عمران , {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ } (155) سورة النساء .
وكذلك زيادة ( مِنْ ) في النفي كما تقول : ما جاءني من أحد ..
ومنه قوله تعالى : { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } (3) سورة فاطر .

وهنا يظهر لنا سؤالان :

السؤال الأول : ما معنى زيادة الحرف ؟
الجواب : زيادة الحرف لا تعني أنه ليس قيمة في الجملة , كلا .
وإنما معنى الزيادة فيه أنه زائد من جهة الإعراب والإسناد في الجملة , وليس من جهة المعنى , فحين يقول النحاة إن هذا الحرف زائد , لا يعنون به أنه ليس قيمة في الجملة , بل يعنون أنه خارج عن التركيب الإعرابي أو الإسنادي للجملة بشكل عام .
ولكي يُفهَمَ هذا الكلام , نوضِّحُه بالمثال :
ليس محمدٌ بحاضرٍ .
ليس : فعل ناقص مبني على الفتح .
محمد : اسم ليس مرفوع ..
بحاضر : الباء حرف جر زائد .
حاضر : خبر ليس مجرور لفظا منصوب محلاً ...
فنلحظ هنا أن حرف الجر الزائد لم يؤثر على الإسناد العام للكلمة ( حاضر ) فهي ظلت خبرا للفعل قبلها , ولم يضر فيها الجر الظاهر , لأنه عارض .
ومثله : فبما رحمة من الله .
الباء حرف جر .
ما : زائدة ..
رحمة : اسم مجرور بالباء ..
فنلحظ أن ( ما ) لم تؤثر في السياق الإعرابي للكلمة .
وهذا معنى كونها زائدة عند النحويين .
أما من حيث المعنى فلا شك أن لها معنى هاما جدا , والحرف الزائد غالبا يأتي لتوكيد اللفظ أو لتوكيد السياق .
قال السيوطي : " وسئل بعضهم عن التأكيد بالحرف وما معناه , إذ إسقاطه لا يُخل بالمعنى ؟
فقال : هذا يعرفه أهلُ الطباع , يجدون من زيادة الحرف معنى لا يجدونه بإسقاطه .." [ الإتقان في علوم القرآن : 3/196 ] .

السؤال الثاني : هل في القرآن الكريم حرف زائد ؟
لعل القارئ يلحظ أنني مثلت فيما سبق بآيات قرآنية , وقد يتحرج كثير من الدارسين بإطلاق لفظ زائد في القرآن , وشنوا حملة على النحويين بإطلاق لفظ زائد في إعرابهم للقرآن , وتفسيرهم , لأن القرآن في نظرهم مُنَزَّهٌ عن الزيادة والنقص , ولذلك لجئوا إلى التعبير بلفظ ( صِلَة ) لما هو زائد في الإعراب في القرآن الكريم .
وهذا كلام صحيح في بعضه , فالزيادة بلا قيمة ولا معنى لا يمكن أن تكون في التنزيل , ولا يمكن أن يقول به مؤمن موحد فضلا عن عالم متمكن .
ولكن القائلين بهذا القول جهلوا معنى الزيادة التي أرادها النحويون في كلامهم , فالزيادة كما أسلفنا إنما هي زيادة إعراب وإسناد لا زيادة معنى , فالحرف في كتاب الله تعالى لا يمكن أن يأتي إلا وله معنى , ولكن تركيب الجملة في كلام العرب مكونة من مسند ومسند إليه كالمبتدأ والخبر , والفعل والفاعل , ويسمى الواحد منها ( عمدة ) لأنه ركن أساسي في الجملة , وما كان خارجا عن هذين الركنين فهو يسمى ( فضلة ) , كالمفاعيل , والحال والتمييز والاستثناء والنعت والبدل , والجار والمجرور وغيرها , ولا يعني أن تسميتها بالفضلة ألا يكون لها معنى أو قيمة ! كلا , بل المراد أنها خارجة عن ركني الإسناد .
فكذلك الحرف الزائد , هو زائد من جهة الإعراب , وليس زائدا من جهة المعنى .
فمثلا : إذا قلت : ما جاء أحد . هذا نفي صريح .
ولو قلت : ما جاء مِنْ أحد , فهذا أصرح وأبلغ في النفي , والنحاة يقولون بأن ( مِنْ ) هنا زائدة .
وكذلك تقول : ما زيدٌ حاضرٌ ,, جملة تامة , وتقول : ما زيدٌ بحاضرٍ , فتزيد الباء إمعانا في تأكيد النفي .

إذن , فالخلاصة : أن الزيادة في القرآن عند النحويين لا تعني الحشو في الكلام , وإنما تعني الزيادة الإعرابية فقط .

فائدة سريعة : في لهجة أهل نجد العامية يقولون : فلان مهب حاضر , والله منب مسافر اليوم ..
والمتأمل لهذا التعبير يجد أنه كلام فصيح جدا , ولكن دخل عليه بعض الاختصار , وأصل العبارتين : فلان ما هو بحاضر , والله ما أنا بمسافر . والباء تزاد بعد ( ما ) النافية كثيرا , فجمع العامة ثلاثة كلمات وجعلوها كلمة واحدة ( حرف النفي ما , والضمير , والباء الداخلة على الخبر ) .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)