يخرج لنا الأنيون قائلين : حرّم الله لحم الخنزير لانه يُذهب الغيرة على المحارم عند الإنسان , وآخر يقول لوجود ديدان فيه , وآخر يقول غير ذلك , ولا ندري ما يخبئ لنا الطب أو المفكرون ! !
هؤلاء الأنيون يعشقون قول : لأن . في كل أمر محرّم أو مباح , وينسون أن التحريم يجب ألا يبحث عن العلة , فليتهم يدركون من أنه محرم وكفى .
لو قلنا إن لحم الخنزير يُذهب الغيرة على المحارم ؛ فمعنى هذا أن الأنبياء قبل محمد - عليهم الصلاة والسلام - كانوا بلا غيرة على محارمهم , فلم يحرمه الله عليهم , وكذا القول في الصالحين والعابدين .
يجب على المرء المسلم أن يأخذ ظاهرة التحريم من أجل التحريم , وليس هنالك شريطة توجب العلة , فالأمر تعبدي , ولا علاقة له بالأسباب .
لقد عانى المسلمون من أولئك الأنيين المتنطعين , حيث يخرجون لنا بعلل ما أنزل الله بها من سلطان , وترى القارئ لهم يأخذ عنهم من غير تمحيص ومن غير روية وتأمل .