لماذا أنا بهذا الوضع العائلي المتصارع ؟ ولماذا أُعذب بالقلق ؟
عندما يُبتلى الإنسان بمصيبة مّا في نفسه او ماله . .
عندما تجتاحه رياح الهم ّ ! . . وتطعنه شوكات الحزن والألم . .
قد يستاءل بصوت خفي في نفسه :
لماذا أصبت بهذه البلوى من بين الناس كلهم ؟
لماذا اعيش مريضاً ؟ لماذا أحيا فقيرا ً ؟
لماذا أُوذى بالهمّ , وأُعذب بالقلق ؟ . . . إلخ
وكأنه بطرح مثل هذه الأسئلة وغيرها يَشكُّ في عَدْل الله سبحانه للناس جميعاً , أو يَتَّهم في قضائه وقدره !
لاريب أن مصدر إثارة هذه الأسئلة في عقله هو الشيطان !
لزعزعة مافي قلب المسلم من إيمان ورضا ويقين . . .
لكن المسلم الحق يعلم يقيناً :
أن الله لايظلم الناس مثقال ذره وإنما يتعامل معهم بالعدل والإحسان . .
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
ويعلم ان كل حدث يقع صغيراً أو كبيراً لابد له من " سبب وحكمه "
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
سواء اسباب حسيه أو معنويه " شرعية " . .
فالانسان عندما يقع له مثلاً حادث سير بسيارته , فقد يكون السبب حِسِّيَّـاً وهو السُّرعه . .
أو معنوياً بما أرتكب من ذنوب ومعاصي . . وقد يجتمعا معـاً !
وَقَسْ على ذلك كثيراً من الأحداث والاقدار . .
المهم ان تتأكد من عدالة الله سبحانه ورحمته للناس جميعاً . . وأنه لايظلمهم شيئاً . .
وأن كل حدث مهما صغُر لا ياتي اعتباطاً أو بلا أسباب يفعلونها البشر . . بل بتدبير وحكمه !
وعليك من جانب آخر أن تُراجع حياتك واعمالك . .
وتنظر لما تقع فيه من أخطاء لتتجنبها وتكثر من الإستغفار . .
فإن كنت على صلاح , ومُنحت خيراً, فاحمد الله وأشكره . .
وإن جاءك غير ذلك فهو إبتلاء وعليك بالصبر !
وإن كنت على غير استقامه , فإن وُهبت خيراً فهو إستدراج !
وإن وصلك غير ذلك فقد يكون عقوبات على شيء فعلته لترجع وتتوب !
فالناس عند الله سواسية . .
أحبهم إليه المكثر من الصالحات , وأبعدهم منه المرتكب للمعاصي والمنكرات . .
هذا هو الميزان , وتلك هي العلاقة . .
. . . / ولا يظلم ربك أحداً .
دمتم على خـيـ ( أعتذر عن الإطاله )ــر
__________________
" وَمَنْ يَتقي الله يَجعل لهُ مَخرجاً ويَرزقهُ من حيثُ لا يَحتسب "
آخر من قام بالتعديل الأنا الأعلى; بتاريخ 12-07-2009 الساعة 12:12 AM.
|